عاجل

وزير الخارجية الأسبق: حرب قطاع غزة الأعنف منذ هيروشيما

غزة
غزة

في تطور خطير وغير مسبوق على صعيد الصراع العربي – الإسرائيلي، اعتبر السفير محمد كامل عمرو، وزير الخارجية الأسبق، أن ما تشهده المنطقة من حرب في قطاع غزة يُعد الأعنف منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وإلقاء قنبلة هيروشيما، مشيراً إلى أن استهداف العاصمة القطرية الدوحة بصواريخ إسرائيلية يمثل تصعيداً نوعياً يستهدف بالأساس جهود الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار.

وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر"، أكد عمرو أن ما جرى من محاولة اغتيال وفد حركة حماس في الدوحة لا يمكن قراءته إلا في إطار عرقلة واضحة للمفاوضات الجارية بوساطة مصرية – قطرية، لافتاً إلى أن إسرائيل لا تسعى للسلام بقدر ما تبحث عن فرض سياسة القوة واستعراض عضلاتها العسكرية في قلب عاصمة عربية آمنة.

 

استهداف الدوحة: رسالة سياسية أكثر منها عسكرية

قال وزير الخارجية الأسبق إن استهداف وفد حماس في الدوحة، العاصمة القطرية التي تستضيف المفاوضات بمباركة أمريكية، يكشف بوضوح أن إسرائيل تريد إجهاض كل المساعي السياسية التي تقودها القاهرة والدوحة لوقف إطلاق النار في غزة.

وأوضح أن توقيت العملية جاء مدروساً، إذ إن مكان وجود الوفود التفاوضية معروف للأطراف كافة، ما يجعل الضربة رسالة مقصودة لا لبس فيها، مفادها أن إسرائيل غير مستعدة للقبول بأي حلول دبلوماسية.

وأضاف أن استهداف الدوحة لا يُنظر إليه فقط كعمل عسكري، بل كرسالة سياسية تحمل تهديداً مبطناً لحلفاء الوساطة، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الدور القطري في المفاوضات، ومدى قدرة الأطراف الإقليمية والدولية على الضغط لوقف هذا التصعيد.

 

تصعيد غير مسبوق منذ هيروشيما

وشبّه عمرو ما يحدث في غزة من دمار ومعاناة إنسانية بالمشاهد التي شهدها العالم عقب الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن حجم الخسائر البشرية والمادية لا يضاهيه إلا ما حدث في هيروشيما وناجازاكي.

وأشار إلى أن حرب غزة الحالية كسرت كل القواعد التقليدية للصراعات المسلحة، إذ لم تترك إسرائيل أي خطوط حمراء، سواء باستهداف المدنيين أو بقصف عاصمة دولة ذات سيادة مثل قطر، في انتهاك صارخ للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.

 

سياسة الاغتيالات: من السرية إلى العلنية

أوضح وزير الخارجية الأسبق أن إسرائيل دأبت منذ سنوات طويلة على اعتماد سياسة الاغتيالات ضد قيادات المقاومة الفلسطينية، إلا أن ما يميز العملية الأخيرة هو أنها جرت علناً، عبر قصف صاروخي لطائرات حربية فوق عاصمة عربية.

واعتبر أن هذا "الاستعراض العسكري" يكشف عن تحوّل خطير في نمط التفكير الإسرائيلي، حيث لم تعد تلجأ إلى العمل السري أو المخابراتي، بل إلى استعراض القوة أمام المجتمع الدولي بلا اكتراث بردود الفعل.

قطر بين الوساطة والاستهداف

لفت عمرو إلى أن قطر تقوم بدور رئيسي في المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار، وتستضيف الوفود الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء، بترتيبات مع الولايات المتحدة ومصر.

واستهداف الدوحة – بحسب وصفه – لا يمثل ضربة لحماس فقط، بل رسالة مباشرة إلى الدوحة ذاتها، في محاولة لثنيها عن الاستمرار في لعب دور الوسيط، وإحراجها أمام المجتمع الدولي.

وأضاف أن هذه التطورات قد تدفع قطر لإعادة تقييم استراتيجيتها التفاوضية، كما قد تزيد من إصرارها على المضي قدماً في دورها الدبلوماسي لتجنب انهيار كامل لمسار التهدئة.

 

انعكاسات الضربة على مستقبل المفاوضات

أكد وزير الخارجية الأسبق أن ما حدث ستكون له انعكاسات خطيرة على مستقبل المفاوضات، حيث سيُعيد وفد حماس النظر في استمرار تواجده بالدوحة، كما أن الوفد الإسرائيلي ذاته قد يشعر بضغط داخلي من حكومته لعدم الانخراط في مسار يُقابل بالتصعيد العسكري.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، سيكون أمام اختبار صعب: هل يواصل غض الطرف عن هذه الانتهاكات الإسرائيلية، أم يتحرك فعلياً للضغط على تل أبيب لإيقاف التصعيد وحماية مسار التفاوض.

 

استعراض قوة أم محاولة اغتيال؟

بينما ترى إسرائيل في الضربة رسالة عسكرية رادعة، يؤكد عمرو أن العملية كانت محاولة اغتيال مكتملة الأركان لقيادات حركة حماس المشاركة في المفاوضات، وهو ما يمثل سابقة خطيرة في تاريخ النزاعات المسلحة.

وأضاف أن ما حدث يرسل رسالة مزدوجة: أولاً إلى حماس بأن قيادتها ليست آمنة حتى في دول صديقة؛ وثانياً إلى الوسطاء بأن أي محاولة للتدخل في مسار الصراع قد تقابل باستهداف مباشر.

 

وخلص وزير الخارجية الأسبق إلى أن إسرائيل، من خلال قصفها للعاصمة القطرية ومحاولة اغتيال وفد حماس، بعثت برسالة واضحة للعالم بأنها غير راغبة في إنهاء الحرب أو الدخول في تسوية سياسية. بل على العكس، هي تسعى إلى فرض معادلة جديدة تقوم على الردع المطلق وإرهاب الأطراف المتفاوضة.

 

 

تم نسخ الرابط