الذهب يسجل قفزة تاريخية محليًا وعالميًا وسط تراجع الإقبال على الشراء

ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية خلال الأسبوعين الماضيين من 4585 إلى 4900 جنيه لعيار 21، بدعم من الصعود القياسي للأسعار العالمية التي قفزت صباح اليوم الثلاثاء من 3371 إلى 3658 دولارًا للأوقية لأول مرة، في وقت تشهد فيه السوق المصرية تراجعًا في معدلات الإقبال على الشراء، بحسب تأكيدات ثلاثة خبراء لـ "نيوز رووم".
تراجع الإقبال على شراء الذهب
وقال هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية، إن القفزة التاريخية للأسعار العالمية انعكست مباشرة على السوق المحلية، موضحًا أن تراجع سعر صرف الدولار محليًا إلى أقل من 48.3 جنيه للدولار حدّ من وتيرة الصعود.
وأضاف أن حركة الشراء شبه متوقفة حاليًا بسبب التزامات الأسر بمصروفات موسم العودة للمدارس، لافتًا إلى أن الذهب يظل الملاذ الآمن على المدى الطويل، داعيًا من يملك فائضًا ماليًا إلى الاستثمار فيه.
وتوقع ميلاد أن تصل الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة بنهاية العام، مشيرًا إلى أن وصول عيار 21 إلى 5 آلاف جنيه ليس مستبعدًا.
من جانبه، أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، أن السوق المحلية تتأثر مباشرة بتحركات الأوقية عالميًا، والتي تشهد تذبذبات حادة وقفزات غير مسبوقة.
وقال: "تجاوزت الأوقية 3600 دولار لأول مرة، مدفوعة بقرارات دولية أبرزها الرسوم الجمركية الأمريكية على السبائك، بجانب حركة الدولار وأسعار الفائدة العالمية."
وأشار إلى أن إعفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبائك الذهب من الرسوم الجمركية المفروضة على دول العالم ساهم في زيادة الطلب عالميًا، موضحًا أن السوق المصرية تعيش حالة ترقب من جانب المستهلكين، مقابل مبيعات أكبر من بعض المستثمرين الراغبين في الاستفادة من الأسعار المرتفعة.
وتابع أن الطلب الاستثماري يظل مركزًا على السبائك والجنيهات الذهب باعتبارها الملاذ الأكثر أمانًا، متوقعًا استمرار الاتجاه الصاعد للأسعار على المدى المتوسط، مع احتمالات فترات من جني الأرباح حال استقرار السياسات النقدية.
أما نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية الأسبق، فأكد أن الأسعار مرشحة لمزيد من الارتفاع قد يتجاوز 5 آلاف جنيه لعيار 21، لافتًا إلى أن ضعف السيولة المالية لدى شريحة واسعة من المستهلكين أدى إلى تراجع حركة الشراء، رغم خفض أسعار الفائدة.
وأشار إلى أن حركة البيع تفوقت على الشراء في الفترة الأخيرة، مع سعي كثيرين إلى تحقيق مكاسب من بيع الذهب عند هذه المستويات المرتفعة، وسط حالة من الحذر من احتمالات حدوث تصحيح في الأسعار.