محللة فلسطينية: الهجوم الإسرائيلي على قطر إعلان نهاية مفاوضات غزة للأبد

قالت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، إن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة يحمل رسائل متعددة الأبعاد سياسية وإقليمية واستراتيجية، مشيرة إلى أن هذه التطورات تعكس تغيرًا جذريًا في قواعد اللعبة في المنطقة.
وأكدت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن الرسالة السياسية الرئيسية للهجوم الإسرائيلي هي إعلان نهاية المسار التفاوضي بشأن قطاع غزة للأبد، حيث إن إسرائيل حزمت موقفها وتغيرت قواعد الاشتباك، مشددة على أن هذا الهجوم لم يكن ليتم من دون دعم مباشر وواضح من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت حداد أن الجانب الإقليمي من الرسالة يشير إلى استهداف كل دول الخليج العربي وسيادتها، مؤكدة أن لا توجد الآن مناطق آمنة أو محميات وأن إسرائيل بدعم من اليمين المتطرف، لم تعد توقف عند حدود، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر وتداعياتها على قطاع غزة والمنطقة.
الرسالة الاستراتيجية من الهجوم الإسرائيلي على قطر
وفيما يتعلق بالرسالة الاستراتيجية، أشارت تمارا حداد إلى أن الحرب القادمة ستكون جزءًا من معركة مفتوحة، لا تقف عند حدود معينة، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض السلام والتعايش بالقوة ودمج نفسها في المنطقة، مستندة على مشروع واسع يستهدف إنهاء المحور الذي تقوده إيران وأذرعها.
وحول اختيار قطر تحديدًا كهدف للهجوم، أوضحت الباحثة الفلسطينية أن ذلك مرتبط بملفات معقدة تشمل قضية "قطر جيت"، حيث أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متورط في ملفات مالية تتعلق بتمويل قطر لجهود الوساطة، بهدف تعزيز دورها الإقليمي ورفع تأثيرها السياسي، خاصة في ظل المنافسة مع الوساطات المصرية.
وأضافت الباحثة السياسية الفلسطينية أن قطر لعبت دورًا كبيرًا عبر قنوات إعلامية مرتبطة بمشروع صهيوني مدعوم من جهات استخباراتية، ما يضع نتنياهو في موقف حرج دفعه لمحاولة توريطها عبر هذه العملية لتجنب الاتهامات الداخلية.
تمارا حداد: ما يحدث الآن يتطلب رد فعل عربي موحد وقوي
وأكدت حداد أن ما يحدث الآن يتطلب رد فعل عربي موحد وقوي، مشددة على ضرورة صياغة لغة مشتركة واضحة للدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها رأس الحربة في الصراع، وأن حماية القضية هي حماية للدول العربية جميعًا، كونها تمثل خط الدفاع الأول.
وختمت الباحثة بالقول: "الحفاظ على القضية الفلسطينية يجب أن يكون نقطة الانطلاق لتوحيد المواقف واستخدام أوراق القوة، خصوصًا تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لأن ما يحدث اليوم ليس إلا بداية مرحلة جديدة من الصراع المفتوح في المنطقة."
