عاجل

باحث سياسي: العملية الإسرائيلية في قطر.. نُفذت عبر «الشاباك» وليس «الموساد»

 العملية الإسرائيلية
العملية الإسرائيلية في قطر

كشف محمد فوزي الباحث في شؤون الأمن الإقليمي، عن أبعاد خطيرة تتجاوز نتائج العملية الإسرائيلية المباشرة، مشيرًا إلى أن جوهر القضية يكمن في المدلولات والرسائل العميقة التي تحملها، والتي تعكس طبيعة المرحلة المقبلة في مسار الصراع الإقليمي والدولي.

 أخطر ما في العملية ليس حجم الخسائر أو نتائجها الميدانية

وأكد فوزي، في مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، أن أخطر ما في العملية ليس حجم الخسائر أو نتائجها الميدانية، بل الرسائل السياسية والأمنية التي أرادت إسرائيل إيصالها. فالمشهد يكشف عن توجه جديد في إدارة الصراع مع حركة حماس، ومحاولة لفرض واقع إقليمي ينسف الجهود الدبلوماسية القائمة ويعقد فرص التوصل إلى أي تسوية سلمية، مشيرا إلى أن القراءة الاستراتيجية تكشف أن إسرائيل لا تتعامل مع الحدث بوصفه عملية محدودة، بل كجزء من خطة متكاملة تستهدف إعادة صياغة قواعد اللعبة في المنطقة.


العملية نُفذت عبر جهاز الشاباك 

ومن بين أبرز الملاحظات التي توقف عندها فوزي، أن العملية نُفذت عبر جهاز الشاباك وليس الموساد، وهو تطور لافت إذ أن الموساد معروف بدوره في إدارة العمليات الخارجية، بينما يختص الشاباك بالأمن الداخلي، موضحا أن هذا التحول يعني أن إسرائيل باتت تنظر إلى ملف حركة حماس باعتباره ملفًا داخليًا، وهو ما يعكس رغبة الاحتلال في دمج الصراع مع الحركة ضمن بنيته الأمنية الداخلية، بدلاً من التعامل معه كملف خارجي.


ولفت الباحث في شؤون الأمن الإقليمي إلى أن العملية جاءت متزامنة مع مباحثات وقف إطلاق النار الجارية في القاهرة والدوحة، وهو ما يعكس رسالة إسرائيلية واضحة بعدم اهتمامها باستمرار هذه المفاوضات، مؤكدا أن إسرائيل تسعى إلى إفشال أي مسار دبلوماسي يمكن أن يفتح المجال أمام تهدئة أو حلول سياسية، مشيرًا إلى أن هذا التوقيت لم يكن صدفة بل يحمل دلالات مقصودة.


خطط ضم واحتلال جديد

وأضاف «فوزي» أن العملية جاءت بعد إقرار إسرائيل لخطط تتعلق بإعادة احتلال قطاع غزة، إلى جانب تصريحات رسمية بشأن ضم الضفة الغربية،  وهو ما يؤكد أن دولة الاحتلال ماضية في سياسات توسعية تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض، بعيدًا عن أي التزامات قانونية أو إنسانية، مشددا على أن هذه الخطط لا تعكس مجرد ردود أفعال آنية، بل هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد تسعى إلى تغيير ملامح الخريطة الجغرافية والسياسية في المنطقة.


التنسيق مع الولايات المتحدة


وفي ما يتعلق بالدور الأمريكي، أوضح «فوزي» أنه من الصعب تصور أن تتم هذه العملية دون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة الأمريكية، حتى وإن حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإيحاء بعكس ذلك، مشيرا إلى أن حديث نتنياهو عن استقلالية القرار الإسرائيلي محاولة لرفع الحرج عن واشنطن أمام شركائها العرب، والحفاظ على صورتها كوسيط في المفاوضات.


واختتم الباحث بالتأكيد أن جميع المؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة ليست بعيدة عن ما جرى، بل هي شريك رئيسي في العملية، وأنها أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للمضي قدمًا في هذا التصعيد.


وأوضح أن هذه الازدواجية باتت مكشوفة، حيث تحاول واشنطن في العلن أن تُصدّر نفسها كوسيط، لكنها في الواقع تدعم السياسات الإسرائيلية وتشارك في صناعة القرارات التي تهدد استقرار المنطقة وتنسف فرص الحلول السلمية.

تم نسخ الرابط