باحث سياسي يكشف مواقف إسبانيا تجاه إسرائيل.. ويؤكد: تنسجم مع القانون

أكد زيد تيم، الكاتب والباحث السياسي، أن المواقف التي اتخذتها الحكومة الإسبانية مؤخرًا تجاه إسرائيل تعكس نقلة نوعية في الموقف الأوروبي، مشيرًا إلى أن مدريد أظهرت موقفًا متقدمًا وغير تقليدي على الساحة الدولية فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
إصدار مرسوم ملكي يمنع توريد الأسلحة إلى إسرائيل
وأوضح تيم، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز تبنّى توجهًا أكثر حزمًا، تمثل في إصدار مرسوم ملكي يمنع توريد الأسلحة إلى إسرائيل، إلى جانب سعي الحكومة لإقرار قانون فعلي يفرض حظرًا على تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك منع مرور ناقلات الوقود المتجهة للجيش الإسرائيلي عبر الموانئ الإسبانية.
وأشار تيم إلى أن إسبانيا رفعت كذلك دعمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بقيمة 10 ملايين يورو، في خطوة واضحة تهدف إلى دعم المدنيين في قطاع غزة، الذين يعانون من آثار العدوان والحصار.
كما نوه إلى أن هذه المواقف جاءت بالتزامن مع قرارات أوروبية متفرقة، مثل منع مسؤولين إسرائيليين متورطين في الانتهاكات من دخول بعض الدول الأوروبية، في مقدمتها إسبانيا وهولندا، معتبرًا أن هذه التحركات "تتماشى مع تصاعد الغضب الأوروبي من سياسات حكومة الاحتلال، خاصة فيما يتعلق بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وتهجير سكان غزة".
رد الفعل الإسرائيلي المحتمل
وعن رد الفعل الإسرائيلي المحتمل، أشار تيم إلى أن تل أبيب ستواصل اتهام إسبانيا بـ"اللاسامية" في إطار حملة دعائية تقليدية تستخدمها حكومة الاحتلال عند مواجهة أي انتقاد، لافتًا إلى أن إسرائيل باتت اليوم في عزلة سياسية واضحة بسبب سياساتها، وارتكابها لما وصفه بـ"جرائم الإبادة والتطهير العرقي" في غزة.
وحول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال مؤخرًا إنه يفضل "النصر المطلق على تحسين صورة إسرائيل عالميًا"، قال تيم إن هذا النمط من التفكير يعكس "عقلية إرهابية"، معتبرًا أن تصريحات نتنياهو لم تعد تفاجئ أحدًا، خاصة في ظل استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط، واستهداف إسرائيل للمؤسسات الدولية مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
وأكد تيم في ختام حديثه أن "السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحققا دون نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، مشددًا على أن أوروبا بدأت تعي هذه الحقيقة، وأن الخطوة الإسبانية قد تكون بداية لتغيّر أوسع في المواقف الأوروبية تجاه الاحتلال.