موسم حصاد الأرز في دمياط.. مزارع يكشف أسرار جديدة حول زراعته

في قلب الحقول الخضراء الممتدة على أطراف محافظة دمياط، حيث يتناثر عطر السنابل الذهبية، بدأ موسم حصاد الأرز الذي يعد واحدًا من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تشتهر بها المحافظة، لما يمثله من قيمة اقتصادية وغذائية كبرى لأهالي دمياط ومصر كلها.
ومع حلول هذا الموسم الذي ينتظره المزارعون كل عام، تتجدد البهجة في القرى والنجوع مع مشاهد الحصاد التي ترسم لوحة مميزة تجمع بين جهد الفلاحين وفرحة الحصاد.
عدسة نيوز رووم التقت بالمزارع أسامة فهيم، أحد فلاحي دمياط الذين أفنوا حياتهم بين زراعة الأرز ورعايته حتى صار خبيرًا في هذا المحصول.
يقول أسامة بابتسامة ممزوجة بالفخر إن الأرز بالنسبة له "حياة ومعيشة"، فهو مصدر رزق لعائلته ولعدد كبير من العمال الذين يعملون معه خلال الموسم، إلى جانب كونه أحد أبرز مكونات المائدة الدمياطية التي لا تخلو من طبق الأرز يوميًا.
وأشار فهيم إلى أن أرضه تنتج أنواعًا مختلفة من الأرز، منها الأرز البلدي المعروف بجودته العالية وطعمه المميز، وكذلك الأرز العريض الحبة الذي يقبل عليه التجار لسهولة تسويقه، إضافة إلى الأرز الأبيض قصير الحبة الذي يعتبر الأكثر شيوعًا بين الأسر الدمياطية. ويؤكد أن العناية بأرض الأرز تبدأ من لحظة اختيار التقاوي الجيدة مرورًا بمرحلة الغمر والري المستمر، ثم مكافحة الآفات، وصولًا إلى اللحظة التي تتلون فيها السنابل بالذهب إيذانًا بجني المحصول.
وعن التحديات التي تواجه زراعة الأرز، أوضح فهيم أن نقص مياه الري وارتفاع تكاليف الإنتاج من أسمدة ومبيدات يمثلان عبئًا كبيرًا على المزارعين، لكن حبهم للأرض وإصرارهم على مواصلة الزراعة يدفعهم لتجاوز هذه العقبات. وأضاف أن موسم الحصاد له طابع اجتماعي خاص، إذ يشارك فيه الأهل والجيران ويتعاون الجميع في جمع السنابل وتخزينها، مما يعكس روح التضامن التي ما زالت حية في الريف الدمياطي.
ويظل موسم حصاد الأرز في دمياط مناسبة تعكس العلاقة المتينة بين الإنسان وأرضه، وتجسد معاني الكفاح والعمل، فيما يواصل المزارعون مثل أسامة فهيم جهودهم للحفاظ على هذا المحصول الاستراتيجي الذي لا غنى عنه في بيوت المصريين.
هكذا تبقى حقول الأرز شاهدًا على أن دمياط لا تقدم فقط منتجاتها الشهيرة من الأثاث والحلويات، بل تظل أيضًا سلة غذاء عامرة بمحاصيلها الخصبة.
