هل ظهور بحيرة البهنسا من علامات الساعة الصغرى؟.. باحث يكشف مفاجأة |خاص

تصدرت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة أخباراً مثيرة عن ظهور بحيرة مياه في منطقة البهنسا بمحافظة المنيا، وهي البلدة التي اشتهرت تاريخياً بمقابر الصحابة وأولياء الله الصالحين. هذا الخبر لم يكن مجرد واقعة طبيعية في نظر المتابعين، بل سرعان ما استدعى إلى الأذهان نصوصاً تراثية قديمة تحدثت عن بحيرة غامضة في المكان نفسه، أطلق عليها المؤرخون والمحدثون اسم "البحيرة الحمراء".
البهنسا والبحيرة الحمراء.. بين خبر اليوم ونصوص التراث
يقول الباحث في الشأن الصوفي مصطفى زايد، إنه جاء في كتب الحديث، يروي الطبراني في المعجم الكبير: "إِنَّ فِي البَهْنَسَاءِ بُحَيْرَةً تُسَمَّى البُحَيْرَةَ الحَمْرَاءَ، يَنْحَسِرُ عَنْهَا المَاءُ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَاخْرُجُوا إِلَى الشَّامِ"، وهو النص ذاته تقريباً الذي أورده في المعجم الأوسط.
كما أعاد ابن عساكر في تاريخ دمشق ذكر الحديث في سياق أخبار الفتن والملاحم، وأشار أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء إلى النص ضمن علامات آخر الزمان. بينما أورد ابن كثير في البداية والنهاية هذه الرواية في سياق أحاديث آخر الزمان، وأكدها المقدسي في عقد الدرر كإحدى العلامات الصغرى للساعة.
وتابع: المثير في هذه النصوص أنها تكاد تتطابق، مع اختلافات يسيرة في الصياغة، وكلها تشير إلى أن البحيرة في البهنسا، وأنها تُسمى "البحيرة الحمراء"، وأن الحدث المحوري هو انحسار الماء عنها، لا ظهوره. ومع ذلك، فإن التقاء خبر اليوم بما ورد في تلك المصادر القديمة يفتح باب التساؤل واسعاً: هل ما ظهر الآن مجرد ظاهرة جيولوجية عادية، أم أنه يعيد إلى الواجهة نصوصاً ظلّت قروناً تُقرأ في سياق الملاحم والفتن؟
وشدد: البهنسا اليوم تجد نفسها بين خبر معاصر تتداوله وسائل الإعلام وبين تراث إسلامي قديم نسج حولها الكثير من الغموض والرهبة. ولعل ظهور هذه البحيرة، أياً كان تفسيره، سيجعل اسم "البحيرة الحمراء" يعود من بطون الكتب إلى صفحات الصحف ومواقع الأخبار، محملاً بالأسئلة أكثر من الأجوبة.
بحيرة غامضة في قلب الصحراء.. كيف بدأت الحكاية؟
أثار خبر ظهور بحيرة في منطقة صحراوية جافة مثل البهنسا دهشة الأهالي، نظرًا لأن المنطقة معروفة بكونها أرضًا بعيدة تمامًا عن أي منابع مائية أو بحيرات طبيعية. ويُذكر أن البهنسا تاريخيًا ارتبطت بالعديد من الروايات الإسلامية والمقابر الأثرية، ما جعلها وجهة مميزة للباحثين والزوار.
وأوضح عمرو أديب أن وجود مساحة مائية لامعة وسط الرمال جعل البعض يربط الظاهرة بما هو خارق للطبيعة، فيما رأى آخرون أنها قد تكون مؤشرًا على تكوينات جيولوجية جديدة أو تغيّر طبيعي في المنطقة الصحراوية.
هذه الفرضيات المتباينة دفعت الخبراء والجهات المعنية إلى التدخل لإجراء تحاليل علمية دقيقة، بهدف حسم الجدل وكشف طبيعة هذه البحيرة المثيرة للجدل.