تتضمن تحسين الترطيب.. فوائد غير متوقعة لإضافة الملح إلى الماء

في ظل التوصيات الصحية المتكررة بضرورة شرب كميات كافية من الماء يوميًا، والتي تتراوح بين 3 إلى 4 لترات، يعتقد كثيرون أن هذا السلوك وحده كفيل بالحفاظ على ترطيب الجسم.
إلا أن دراسات حديثة وتقارير طبية كشفت أن الماء العادي، رغم أهميته، قد لا يكون كافيًا لتحقيق الترطيب الفعلي على مستوى الخلايا، خاصة إذا لم يكن مصحوبًا بعناصر داعمة مثل الصوديوم، أحد أهم الإلكتروليتات التي يحتاجها الجسم.

وبحسب ما نشره موقع "تايمز ناو نيوز"، فإن الماء العادي يفتقر إلى الإلكتروليتات الأساسية، وعلى رأسها الصوديوم، الذي يلعب دورًا محوريًا في مساعدة الخلايا على الاحتفاظ بالماء.
فعند تناول الماء دون وجود كمية مناسبة من الصوديوم، تقوم الكليتان بطرد جزء كبير منه عبر البول، مما يؤدي إلى فقدان السوائل بسرعة، ويُعرض الجسم للجفاف على مستوى الخلايا، حتى وإن بدا الشخص ظاهريًا في حالة ترطيب جيدة.
ويُعد الصوديوم عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، خاصة في حالات التعرق الشديد أو ممارسة التمارين الرياضية المكثفة، أو حتى خلال الأنشطة اليومية التي تستنزف الإلكتروليتات تدريجيًا.
ومن هنا، تبرز أهمية إضافة كمية بسيطة من الملح إلى الماء، كوسيلة فعالة لتحسين امتصاص السوائل، وتعزيز قدرة الجسم على الاحتفاظ بها لفترة أطول.
وتشير التقارير إلى أن تناول الماء الممزوج بكمية معتدلة من الملح يمكن أن يساهم في منع اختلال توازن الإلكتروليت، وهو ما ينعكس إيجابًا على تقليل أعراض مثل الدوخة، التعب، وتشنجات العضلات.
كما أن الجفاف واختلال الكهارل يُعدان من الأسباب الشائعة للصداع وانخفاض الطاقة، وهي أعراض يمكن التخفيف منها عبر استعادة التوازن المعدني في الجسم من خلال الصوديوم.
تنظيم ضغط الدم
ولا تقتصر فوائد الماء المملح على الترطيب فقط، بل تمتد لتشمل تحسين وظائف الجهاز الهضمي، حيث يحتوي الملح على الكلوريد، وهو عنصر ضروري لإنتاج حمض المعدة، الذي يساعد في تكسير الطعام وامتصاص العناصر الغذائية.
كما أن الصوديوم يساهم في تنظيم ضغط الدم، وتحسين وظائف العضلات، ودعم الجهاز العصبي، ما يجعل هذه العادة البسيطة ذات أثر صحي متعدد الأبعاد.
ورغم أن البعض قد يتردد في تناول الماء المملح خوفًا من تأثيرات الصوديوم السلبية، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الكمية المضافة يجب أن تكون معتدلة للغاية، لا تتجاوز رشة صغيرة لكل كوب ماء، لضمان الحصول على الفوائد دون الإضرار بالصحة العامة، خاصة لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
وإعادة النظر في طريقة تناول الماء، وإضافة القليل من الملح إليه، قد تكون خطوة بسيطة لكنها فعالة في تحسين الترطيب، وتعزيز التوازن الداخلي للجسم، خاصة في الأجواء الحارة أو أثناء النشاط البدني المكثف.