عاجل

لبنى عبد العزيز: رشدي أباظة «الجنتلمان» الذي صنع أسطورته بالوسامة والورد

لبنى عبد العزيز
لبنى عبد العزيز

في تاريخ السينما المصرية، تبقى أسماء قليلة خالدة في ذاكرة المشاهدين، لا يبهت بريقها مهما مرّ الزمن ومن بين هؤلاء يقف اسم رشدي أباظة شامخًا، بوسامته الطاغية وحضوره الطاغي وأسلوبه الفريد الذي جعله أحد أهم رموز الجيل الذهبي للسينما. 

 

وكشف الفنانة لبنى عبد العزيز، التي شاركته عددًا من أبرز الأعمال، أسرارًا إنسانية ومهنية عن هذا النجم، مؤكدة أنه لم يكن مجرد ممثل بارع، بل كان شخصية ذات طابع خاص.

وصفت لبنى عبد العزيز زميلها الفنان رشدي أباظة بأنه كان بحق "الجنتل مان" الذي لا يشبه غيره، مشيرة إلى أنه كان يغمر موقع التصوير بالورود يوميًا، في لفتة تحمل الكثير من الذوق والرقي والود. تلك العادة لم تكن مجرد حركة عابرة، بل كانت انعكاسًا حقيقيًا لشخصيته المحبة للحياة والنساء على حد سواء.

رشدي أباظة والورود.. تفاصيل إنسانية خلف الكاميرا

وأكدت أن العمل مع رشدي أباظة لم يكن يقتصر على التمثيل وتبادل الأدوار، بل كان مليئًا بالبهجة والروح الإيجابية التي يزرعها في فريق العمل. كان يحرص على أن يترك أثرًا طيبًا في كل مكان يتواجد فيه، سواء مع زملائه النجوم أو مع الفنيين وعمال البلاتوه.

ولفتت الي أن هذا الجانب الإنساني في شخصية رشدي أباظة انعكس بقوة على علاقاته في الوسط الفني، حيث رأت فيه لبنى عبد العزيز رجلًا مختلفًا عن جيله، ليس فقط لوسامته الطاغية بل أيضًا لأخلاقه العالية وسلوكه المهذب. وبحسب حديثها، فإن العمل معه كان دائمًا ممتعًا ويمتلئ بالود والمرح، مما جعله محبوبًا من الجميع.

اختلافه عن أبناء جيله من النجوم

وأشارت قائلة: عندما نقارن بين رشدي أباظة وبين نجوم جيله مثل أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وعبد الحليم حافظ، يتضح أنه امتلك مزيجًا فريدًا من الكاريزما والرجولة واللطف في آن واحد. فبينما كان لكل منهم طابعه الخاص، ظل رشدي يتميز بقدرة نادرة على الجمع بين الحضور القوي والجانب الإنساني.

وقالت إن وسامته المبهرة لم تكن وحدها السبب في شعبيته، بل كان أسلوبه في التعامل مع الآخرين، وطريقته في التواجد على الشاشة، التي تجمع بين خفة الظل والجدية، أحد أهم مفاتيح نجاحه. هذه الصفات جعلته يحظى بجماهيرية جارفة لم تقتصر على الجمهور المصري فقط، بل امتدت إلى العالم العربي كله.

رشدي أباظة في نظر الجماهير والنقاد

وأوضحت لم يكن رشدي أباظة مجرد نجم وسيم في أعين الجماهير، بل كان أيضًا فنانًا حقيقيًا قدم أدوارًا متنوعة أثبت من خلالها موهبته الكبيرة. النقاد اعتبروه ممثلًا قادرًا على أداء الأدوار الرومانسية والأكشن بنفس القوة، وهو ما جعل مسيرته الفنية غنية ومليئة بالأعمال التي لا تُنسى.

وأوضحت أن الجماهير رأت فيه فارس الأحلام، بينما رآه النقاد ممثلًا متكاملًا، واستطاع أن يحافظ على هذه الثنائية النادرة طوال مسيرته. وهو ما جعل اسمه محفورًا حتى اليوم في ذاكرة السينما المصرية، حيث لا تزال أفلامه تُعرض وتُشاهد بشغف.

سر الجاذبية التي لا تُقاوم

وأوضحت لبنى عبد العزيز أن سر جاذبية رشدي أباظة لم يكن فقط في شكله ووسامته، بل في التركيبة الشخصية التي امتلكها، فهو كان رجلًا يجمع بين الشهامة وخفة الدم والرومانسية. هذه الصفات جعلت النساء يرين فيه صورة الرجل المثالي، بينما وجد فيه الرجال قدوة في الأناقة والثقة بالنفس.

وأشارت الي أنه حتى أسلوبه في إهداء الورود لم يكن مجرد فعل رومانسي، بل كان طريقة للتعبير عن امتنانه لكل من يعمل معه، ما جعله محبوبًا على المستويين الشخصي والمهني.

بين الشاشة والحياة الواقعية

ولفتت الي أن الفارق بين أدواره على الشاشة وبين شخصيته في الواقع لم يكن كبيرًا، فهو كان يعيش بنفس الروح التي يظهر بها أمام الكاميرا. لبنى عبد العزيز أكدت أنه كان لطيفًا مهذبًا، لا يتصنع الحضور ولا يتكلف في تعامله مع الآخرين، بل كان طبيعيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ونوهت أن هذا الصدق في شخصيته انعكس على أدائه الفني، فظهر دومًا مقنعًا، سواء في الأدوار الرومانسية الحالمة أو الشخصيات الجادة. وهو ما يفسر سر استمراريته وتعلّق الجمهور به حتى بعد رحيله.

إرث فني وإنساني لا يُنسى

واختتمت قائلة بأن رحيل رشدي أباظة لم يُنهِ قصته، بل ترك إرثًا فنيًا وإنسانيًا يستمر حتى اليوم. أعماله تظل علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية، بينما تبقى سيرته الشخصية نموذجًا للرجل الأنيق الذي جمع بين الموهبة والأخلاق والإنسانية.

 

 

تم نسخ الرابط