قائد سابق لمنتخب إسرائيل وداعم لغزة.. الفلسطيني عطا جابر يثير الجدل مجددًا
لا يزال اسم الفلسطيني عطا جابر يتصدر واجهة النقاشات في الأوساط الرياضية العربية والإسرائيلية، بعدما اتخذ قرارًا وُصف بـ"التاريخي" بالانضمام إلى منتخب فلسطين الوطني، وترك تمثيل منتخبات الكيان الصهيوني التي ارتدى قميصها في مرحلة الشباب.
اللاعب عطا جابر الذي قاد منتخب إسرائيل للشباب لعدة سنوات، قرر أن يستبدل قميص الاحتلال بقميص "الفدائي"، ليصبح أحد أبرز القضايا الرياضية – والسياسية – في المنطقة خلال العامين الأخيرين.
من قائد لمنتخب إسرائيل إلى ممثل لفلسطين
ولد الفلسطيني عطا جابر في 3 أكتوبر 1994 بمنطقة مجد الكروم، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي مكابي حيفا الإسرائيلي، حيث تدرج في فئاته السنية حتى صعد إلى الفريق الأول، لاحقًا، انتقل إلى أبناء سخنين عام 2015، قبل أن يخوض تجربة احترافية مع فريق أشدود، ثم نادي نفطنتشي بي إف كيه، ليحط رحاله في أكتوبر الماضي بالدوري القطري عبر بوابة نادي قطر.
على صعيد المنتخبات، شارك عطا جابر مع منتخب الكيان الصهيوني للشباب في 9 مباريات، وكان قائدًا للفريق خلال الفترة من 2015 إلى 2019. لكن قراره بالتحول إلى تمثيل منتخب فلسطين في يونيو 2023 مثّل صدمة داخل إسرائيل، خاصة بعد ظهوره الرسمي الأول بقميص "الفدائي" في مواجهة إندونيسيا الودية التي انتهت بالتعادل السلبي.
غضب إسرائيلي واحتفاء فلسطيني
قرار الفلسطيني عطا جابر الانضمام لمنتخب فلسطين أثار ردود أفعال متباينة؛ إذ عبر الشارع الرياضي الفلسطيني والعربي عن سعادته بانضمام اللاعب، خاصة مع تألقه في بطولة كأس آسيا 2024 بقطر، في المقابل، خرج وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار ليصفه بـ"الخائن"، مطالبًا بسحب جنسيته الإسرائيلية، وهو ما زاد من حجم الجدل وأكسب اللاعب تعاطفًا أكبر داخل الوطن العربي.
أرقام ومسيرة احترافية
خلال مشواره مع الأندية المختلفة، خاض عطا جابر 259 مباراة في جميع المسابقات، سجل خلالها 20 هدفًا وصنع 23 تمريرة حاسمة، وهذه الأرقام جعلته لاعبًا محوريًا في مراكز الوسط، سواء الدفاعية أو الهجومية، ومع المنتخب الفلسطيني، لعب 4 مباريات حتى الآن، وينتظر أن يكون له دور بارز في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
دعم غزة وموقف سياسي واضح
بعيدًا عن المستطيل الأخضر، برز الفلسطيني عطا جابر بمواقفه الداعمة لغزة خلال الحرب الأخيرة، حيث نشر أكثر من رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو ما اعتبره البعض موقفًا بطوليًا عزز من صورته في الشارع العربي، وفي المقابل، اعتبرت الصحافة الإسرائيلية أن مواقفه "تجسد خيانة مزدوجة" بعد أن كان أحد أبرز قادة منتخباتها الشابة.
يبقى الفلسطيني عطا جابر نموذجًا رياضيًا مثيرًا للجدل؛ لاعب جمع بين تجربة اللعب تحت علم إسرائيل وقرار الانضمام لاحقًا إلى منتخب فلسطين، ليجسد حالة فريدة تختلط فيها الرياضة بالسياسة والهوية، وبين انتقادات إسرائيلية واحتفاء عربي، يظل عطا جابر أحد أبرز اللاعبين الذين كسروا القوالب التقليدية وكتبوا فصلًا جديدًا في تاريخ الكرة الفلسطينية.
