الإدريسي لـ«نيوز رووم»: السردية الوطنية لحظة فارقة في مسار الاقتصاد المصري

يشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، فعالية إطلاق "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية: السياسات الداعمة للنمو والتشغيل"، والتي تمثل إطارًا جديدًا لعرض فلسفة الدولة في إدارة الاقتصاد خلال السنوات المقبلة.

ومن جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولي، إن إطلاق السردية الوطنية يعد محطة محورية في تاريخ الاقتصاد المصري، إذ تُطرح لأول مرة رؤية متكاملة قادرة على توحيد السياسات والإجراءات الاقتصادية داخل إطار جامع يعكس توجه الدولة التنموي المستقبلي.

رسالة تتجاوز التزامات صندوق النقد الدولي

وأوضح "الإدريسي" في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أن هذه الخطوة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، تزامنًا مع اقتراب انتهاء برنامج التعاون مع صندوق النقد الدولي، ما يرسل رسالة واضحة بأن الإصلاح الاقتصادي في مصر لم يعد مقتصرًا على الالتزامات المالية والنقدية، بل تحول إلى مشروع وطني شامل يستهدف تحفيز النمو وخلق فرص عمل حقيقية.

توازن بين الاستقرار الاقتصادي والبعد الاجتماعي

وأشار أستاذ الاقتصاد الدولي إلى أن أبرز ما يميز هذه السردية هو الجمع بين الاستقرار الكلي الذي تحقق خلال الأعوام الماضية من خلال السيطرة على معدلات العجز، وزيادة الاحتياطي النقدي، وتحسن مؤشرات النمو، وبين الأهداف الاجتماعية والتنموية مثل خفض البطالة وتحسين مستوى معيشة المواطنين، بما يرد على الانتقادات السابقة لبرامج الإصلاح التي ركزت على المؤشرات المالية فقط دون انعكاس مباشر على حياة الناس.

تعزيز ثقة المستثمرين وتوضيح خريطة المستقبل

وأضاف الإدريسي أن هذا الإطار الجديد من شأنه تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب، كونه يقدم خريطة واضحة لمستقبل الاقتصاد المصري، ويضمن اتساقًا أكبر بين السياسات المالية والنقدية والاستثمارية، وهو ما يقلل من حالة عدم اليقين التي قد تربك الأسواق.