بعد خطيب "اليوم المنيل".. وكيل الأوقاف الأسبق يطالب بقرار يعيد للمنابر هيبتها

أكد الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، أن أزمة نقص الخطباء باتت واقعًا ملموسًا في معظم محافظات الجمهورية، وتزداد حدتها في المحافظات النائية والمناطق الحدودية، حيث تتسع الفجوة بين أعداد المساجد القائمة والكوادر المؤهلة للقيام بمهام الخطابة. وأوضح أن التصريحات الرسمية والأرقام المعلنة قديمًا وحديثًا لم تحل هذه الأزمة، برغم ما طُرح من حلول متعددة.
الاستعانة بأساتذة الأزهر
وأشار الفقي إلى أن من بين الحلول التي جرى طرحها سابقًا: الاستعانة بأساتذة جامعة الأزهر في القاهرة والأقاليم، والمعلمين في المعاهد الأزهرية، فضلًا عن خريجي الأزهر الشريف الذين يعدّون ثروة حقيقية يجب استثمارها. كما لفت إلى مقترح الاستفادة من الأئمة المحالين للتقاعد، غير أن العقبة الكبرى تكمن – بحسب قوله – في الإجراءات المعقدة التي تُفرض عليهم، ومنها خضوعهم لاختبارات سنوية قد يجرونها أمام تلاميذهم السابقين، وهو ما وصفه كثيرون من المتقاعدين بالتعنت والإهانة.
وتساءل الفقي: "لماذا لا تُطبق وزارة الأوقاف ما طبقه وزير التربية والتعليم مؤخرًا، حين فوض مديري المدارس بالتعاقد مع معلمي الحصة والاستعانة بالمحالين للمعاش بشكل مباشر، بعيدًا عن البيروقراطية والتعقيدات؟"، مؤكدًا أن قرارًا شجاعًا كهذا لو اتخذته الأوقاف لكان كفيلًا بحل أزمة الخطباء في أقل من 24 ساعة.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف الأسبق أن المديريات الفرعية يمكنها أن تتولى استقبال طلبات الراغبين في الخطابة داخل نطاقها، توفيرًا لعناء السفر وتكاليفه. وأردف: "كثيرون شكاوا لي من اضطرارهم لترك منابر الجمعة بعدما وجدوا أنفسهم مطاردين بلجان تفتيش لا تراعي مكانتهم العلمية أو خبراتهم السابقة، فضلًا عن إلزامهم بالسفر سنويًا إلى ديوان الوزارة لتجديد ترخيص لا يضيف لهم جديدًا سوى إثبات أنهم ما زالوا على قيد الحياة!".
وشدد الفقي على أن إحياء النهج القديم الذي كان معمولًا به في "سنوات الأوقاف الزاهية" سيعيد الأمور إلى نصابها، ويمنع تسلل غير المؤهلين إلى المنابر لسد العجز، وهو ما يمثل خطرًا مباشرًا على الخطاب الديني وتجديده.
واختتم الشيخ سعد الفقي تصريحاته بالتأكيد على أن الأولوية يجب أن تكون لخريجي الأزهر الشريف الذين يعانون البطالة، قائلًا: "إغلاق الأبواب أمامهم وفتحها للهواة تحت مسمى التطوع لا يخدم الدعوة، بل يهدد بتشويهها. فالأزهريون هم الأقدر على توحيد الصفوف، ورأب الصدع، وصون منابر المساجد من العبث. وكما قالوا قديمًا: أهل مكة أدرى بشعابها".