جوجل توقع عقد بـ45 مليون دولار مع إسرائيل.. لتزيف الحقاق ونفى المجاعة في غزة

في الثاني من مارس وبعد ساعات من إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن وقف إدخال كل المواد الغذائية والأدوية والوقود وغيرها من الإمدادات الإنسانية إلى غزة، طالب المشرعون في إسرائيلبإجابات ــ ليس بشأن الخسائر البشرية المدمرة لمثل هذا القرار، ولكن بشأن كيفية استعداد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتعامل مع تداعيات العلاقات العامة.
وسأل عضو الكنيست موشيه طورباز، رئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في البرلمان الإسرائيلي:« هل استعددتم لهذا الأمر».
وأكد أفيخاي إدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي وُجّه إليه السؤال نفسه لاحقًا في الجلسة، أن عمل المشرّعين جارٍ، قائلاً: «يمكننا أيضًا أن نقرر إطلاق حملة رقمية في هذا السياق، لتوضيح عدم وجود جوع وعرض البيانات».
حملة إعلانية ضخمة لنفي وجود المجاعة
وبحسب موقع «Drop site» تُظهر العقود الحكومية المتاحة للجمهور أن مكتب الإعلان الإسرائيلي، التابع لمكتب رئيس الوزراء، قد شرع منذ ذلك الحين في حملة إعلانية ورسائل عامة واسعة النطاق لإخفاء أزمة الجوع.
وتشمل هذه الحملة الاستعانة بمؤثرين أمريكيين نُشرت تقارير واسعة النطاق عنهم الشهر الماضي. كما تشمل إنفاقًا ضخمًا على الإعلانات المدفوعة، مما أسفر عن عشرات الملايين من الدولارات لجوجل ويوتيوب وإكس وميتا وغيرها من منصات التكنولوجيا.
«هناك طعام في غزة، أي ادعاء آخر هو كذبة»، هذا ما أكده فيديو دعائي نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة جوجل لمشاركة الفيديوهات على يوتيوب أواخر أغسطس، وحقق أكثر من 6 ملايين مشاهدة.
ويعود جزء كبير من انتشار الفيديو إلى إعلان نُشر خلال حملة إعلانية مستمرة وغير معلنة سابقًا بقيمة 45 مليون دولار (150 مليون شيكل) بين جوجل ومكتب نتنياهو أواخر يونيو.
ويصف العقد - المبرم مع كل من يوتيوب ومنصة جوجل لإدارة الحملات الإعلانية، Display & Video 360 - الحملة الإعلانية صراحةً بأنها «هاسبارا» ، وهي كلمة عبرية تجمع بين معنى العلاقات العامة والدعاية.
وتُظهر السجلات أن الحكومة الإسرائيلية أنفقت بالمثل 3 ملايين دولار (10 ملايين شيكل) على حملة إعلانية مع شركة X.
ومن المقرر أيضًا أن تتلقى منصة الإعلان الفرنسية الإسرائيلية Outbrain/Teads ما يقرب من 2.1 مليون دولار (7 ملايين شيكل).
وبُثّت هذه الإعلانات استجابةً للاحتجاجات العالمية المتزايدة على تدهور الوضع في غزة.
في أغسطس، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا حالة مجاعة في محافظة غزة، التي تضم مدينة غزة.
حملة لتشويه الأونروا
وتوقع التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو المرجع العالمي الرائد في مجال الأمن الغذائي، تجاوز عتبة المجاعة في دير البلح وخان يونس خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدًا أن «هذه المجاعة من صنع الإنسان بالكامل، ويمكن وقفها وعكس مسارها". كما حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) يوم الجمعة من "الانزلاق إلى مجاعة هائلة" في قطاع غزة».
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن 367 فلسطينيا على الأقل، بينهم 131 طفلا، لقوا حتفهم نتيجة الجوع وسوء التغذية منذ بدء الحرب.
كما أفادت مجلة WIRED العام الماضي بوجود حملة إعلانات إسرائيلية على جوجل لتشويه سمعة وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين«الأونروا» .
وصرحت هداس ميمون، مسؤولة التوعية العامة في وزارة الشتات الإسرائيلية، خلال جلسة استماع في الكنيست في 2 مارس: «منذ ما يقرب من عام، نقود حملة واسعة النطاق حول قضية الأونروا».
واتهمت إعلانات حكومية إسرائيلية أخرى على منصات جوجل الأمم المتحدة بـ «التخريب المتعمد» لإيصال المساعدات إلى غزة وروجت لمؤسسة غزة الإنسانية، التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية لم تُذكر اسمها.
وروجت إحدى الحملات لمقاضاة حركة حماس ، بسبب تفنيد مزاعم العنف الجنسي الجماعي نتيجة لتقرير مثير للجدل نشرته مجموعة المناصرة الإسرائيلية «مشروع دينا».
وعلى الرغم من إنكار المجاعة، فقد دافعت أصوات بارزة في الحكومة الإسرائيلية عن الجهود المبذولة لقطع الغذاء والماء عن سكان غزة كاستراتيجية لتحفيز الهجرة الجماعية خارج القطاع.
فيما دعم بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي وشريك ائتلافي لحكومة نتنياهو تجويع الفلسطينيين، وفقًا للقناة 12 العبرية: «في رأيي، يمكنك محاصرتهم… لا ماء ولا كهرباء، يمكنهم الموت من الجوع أو الاستسلام» .
كما دعا عميخاي إلياهو، عضو الكنيست ووزير التراث في حكومة نتنياهو، بالمثل إلى تجويع سكان غزة الفلسطينيين.
وقال إلياهو خلال مقابلة إذاعية في يوليو: «لا توجد دولة تُطعم أعدائها».
وفي مايو، جادل الوزير بأن الفلسطينيين «بحاجة إلى تجويعهم»، وأضاف : «إذا كان هناك مدنيون يخشون على حياتهم، فعليهم الخضوع لخطة الهجرة».
تشويه سمعة مؤسسة هند رجب
حاولت حملة أخرى تشويه سمعة منظمة الحرب القانونية المؤيدة للفلسطينيين، المعروفة باسم مؤسسة هند رجب ، والتي تجمع أدلة على جرائم حرب إسرائيلية واضحة، وتدعو إلى مقاضاتها دوليًا.
وتضمنت العديد من الإعلانات رابطًا لتقرير حكومي إسرائيلي بعنوان «كشف هوية مؤسسة هند رجب»، والذي يصف المنظمة بأنها «ذات صلات وثيقة بأيديولوجيات متطرفة ومنظمات إرهابية، مما يثير مخاوف جدية بشأن دوافعها الحقيقية».
ردًا على تقرير صدر في يونيو من المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، والذي خلص إلى أن جوجل استفادت من «الإبادة الجماعية في غزة»، ورد أن المؤسس المشارك لشركة جوجل، الملياردير سيرجي برين ، وصف الأمم المتحدة بأنها منظمة «معادية للسامية بشكل واضح» في منتدى داخلي للشركة في 5 يوليو.
تركز انتقاد ألبانيز لجوجل حول انضمام الشركة إلى أمازون في عام 2021 في عقد حوسبة سحابية رئيسي مع الحكومة الإسرائيلية - بما في ذلك الجيش - المعروف باسم مشروع نيمبوس.
نُشرت إعلانات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي وصفت المجاعة في غزة بأنها «كذبة»، من خلال وكالة الإعلان الحكومية الإسرائيلية، المعروفة اختصارًا باسمها العبري "لابام"، والتي بدأت في يونيو/حزيران بشن حملة هاسبارا (الترويجية) لمدة ستة أشهر عبر إعلانات جوجل وإكس.
وتمحورت العقود في البداية حول حملة دعائية مكثفة لإقناع الجمهور الدولي بدعم الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي على إيران لمدة اثني عشر يومًا، والمعروفة باسم «عملية الأسد الصاعد».
وأوضحت إحدى النقاط في العقد المنشور أن «الطلب موجه لحملات تلي عملية الأسد الصاعد، بالإضافة إلى الأنشطة الجارية"..وبحسب تقديرات منظمة "نشطاء حقوق الإنسان في إيران» غير الربحية ومقرها الولايات المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 436 مدنياً إيرانياً جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.
وبحسب تقديرات منظمة «نشطاء حقوق الإنسان في إيران» غير الربحية ومقرها الولايات المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 436 مدنياً إيرانياً جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.