الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية عالميًا ويشعل الأسعار في السوق.. ما السبب؟

شهدت أسعار الذهب عالميًا قفزات غير مسبوقة خلال عام 2025، بعدما تجاوزت مستويات قياسية تاريخية مدفوعة بتصاعد المخاوف الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، إلى جانب توجه البنوك المركزية لزيادة احتياطاتها من المعدن النفيس.
هذا الصعود العالمي انعكس بشكل مباشر على السوق المحلية في مصر، حيث سجلت أسعار الذهب ارتفاعات متتالية تجاوزت 30% مقارنة بالعام الماضي، وسط تحذيرات من تقلبات محتملة قد تواجه المستثمرين.
المخاوف من الضغوط الجمركية
قال الدكتور أحمد معطي، خبير أسواق المال، إن أسعار الذهب عالميًا سجلت ارتفاعات قياسية جديدة بعد أن تجاوزت القمة السابقة البالغة 4960 دولارًا، لتصل حاليًا إلى نحو 5560 دولارًا، ما انعكس بدوره على السوق المحلي في مصر بارتفاعات متتالية.
وأوضح "معطي" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن هذا الصعود العالمي للذهب يعود إلى عدة عوامل، أبرزها استمرار المخاوف من الضغوط الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى جانب مواصلة البنوك المركزية حول العالم شراء الذهب بكميات كبيرة دون توقف.
وأضاف، أن التوقعات تشير إلى اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض سعر الفائدة في اجتماعه المقبل، خاصة في ضوء صدور بيانات سلبية عن سوق العمل الأمريكي، حيث ارتفعت معدلات البطالة إلى 4.3% مقارنة بـ 4.2% سابقًا، فضلًا عن تراجع معدلات التوظيف في القطاع غير الزراعي.
وأكد خبير أسواق المال، أن هذه المؤشرات منحت الذهب دفعة قوية نحو مزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، مشددًا على أن التوقعات ما زالت ترجح استمرار هذا الصعود عالميًا.
الذهب يقفز بسبب أزمات العالم
ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن غنيم، الخبير الاقتصادي، أن الذهب حقق مستويات قياسية مرتفعة خلال عام 2025، إذ تجاوز السعر 3,500 دولار للأونصة، مسجلًا ارتفاعًا يزيد على 34% منذ مطلع العام، هذا التفاعل الشديد مع سوق الذهب يكشف عن المخاوف المتراكمة بشأن التضخم، وتقلب سياسة الاحتياطي الأمريكي، وتراجع قيمة الدولار.
وأضاف "غنيم" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن التوترات الجيوسياسية وتآكل الثقة في المؤسسات المالية التقليدية زادت الطلب على الذهب كملاذ آمن، وهو ما أظهرته بيانات شراء الاحتياطات المركزية من الذهب بقوة، لاسيما في الصين والهند وروسيا وأوروبا الشرقية، حيث بات الذهب جزءًا متينًا من استراتيجيات التنويع الاحتياطي .
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن تحول الاحتياطيات الرسمية النقدية، حيث تجاوزت الذهب حصة اليورو في المحافظ، بات دليلًا على توجه عالمي نحو تقليص الاعتماد على سندات الخزانة الأمريكية، في ظل ضعف في الجدوى المالية والشكوك السياسية.
وأوضح، أن انخفاض عائدات السندات طويلة الأجل وتراجع الدولار قلّص الفوائد المحتملة لأموال الاحتياط التقليدية، مما زاد من جاذبية الذهب رغم عدم تحقيقه لأرباح نقدية؛ لكن الاستثمار فيه يعزز من الحماية ضد التضخم والسيولة.
وتابع: "أن موجة الانتعاش في أسعار الذهب ليست فقط من المستثمرين الكبار، بل ظهرت في السوق المصرية أيضًا؛ حيث تجاوز سعر جرام الذهب (21 قيراط) 4,600 جنيه مصري، بارتفاع تجاوز 30% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة ضغوط العملة المحلية وتزايد الطلب كتحوط ضد الانخفاض.
وشدد "غنيم"، على ضرورة الحذر من المضاربات، حيث إن الذهب رغم استقراره النسبي، إلا أن ارتفاعه السريع يفتح الطريق لتقلبات حادة في الأسواق، بالإضافة إلي ذلك الضغط من المضاربين الذين يستهدفون جني أرباح سريعة، مما قد يعرض المستثمرين غير المحترفين لضياع مالهم إذا تراجع السعر فجأة.