عاجل

والدة الشهيدة هند رجب: "ما قدرتش أنقذ بنتي وصوتها هيفضل يلاحقني طول عمري"

الطفلة هند رجب
الطفلة هند رجب

قالت وسام حمادة، والدة الشهيدة الطفلة هند رجب، إن أكثر ما يمزق قلبها هو سماع صوت ابنتها وهي تناشدها لإنقاذها في لحظات الخطر، بينما كانت عاجزة تمامًا عن مساعدتها، وروت بصوت يختلط بين الألم والحسرة: «أنا مقدرتش ولا بإيدي أسمع صوتها وهي تناشد، وأنا مقدرتش أساعدها، ده أصعب شعور في الدنيا، إن بنتك تقولك تعالي خديني، وانتي مش قادرة تروحلها».

وأكدت وسام، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا الإحساس سيظل يلاحقها طوال حياتها، ولن تستطيع تجاوزه مهما مر الوقت، مضيفة: «أنا مش قادرة أتخطى اللحظة دي، وهتفضل محفورة جوايا، لأنها كانت بتستغيث بيا وأنا مش قادرة أوصل لها».

ألم لا يُمحى من الذاكرة

الأم الثكلى عبّرت عن صعوبة توصيف شعورها الحقيقي في تلك اللحظة، مشيرة إلى أن فقدان طفلتها لم يكن مجرد حدث عابر، بل جرح غائر سيظل مفتوحًا ، وأوضحت: «الإحساس ده مش ممكن يتنسي، ولا هيتعوض، بنتي كانت بتنادي عليا وأنا مش قادرة أمد لها إيدي».

وأشارت إلى أن صوت هند في تلك اللحظات سيظل حاضرًا في وجدانها، كأنه يلاحقها في كل لحظة من حياتها، موضحة أن الأمومة في جوهرها تعني الحماية والاحتواء، لكن القدر وضعها في موقف لم تستطع فيه أن تقدم شيئًا، وهو ما جعل ألمها مضاعفًا.

فيلم "صوت هند رجب" في فينيسيا

ورغم النجاح الكبير الذي حققه فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية، وعرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي حيث استقبل بتصفيق استمر أكثر من 24 دقيقة متواصلة من الحضور، كشفت الأم أنها لم تستطع حضور العرض.

وقالت وسام: «أنا اعتذرت جدًا، ما قدرتش أشوف الفيلم، مع إنه واضح إنه معمول بطريقة رائعة وذكية جدًا، بس صعب جدًا على الأم إنها تشوف اللحظات دي تنعاد قدامها». وأكدت أنها رغم تقديرها للعمل وقيمته، فإن مشاهدة تلك اللحظات المصورة ستعيد إليها الألم وكأنه يحدث من جديد.

تفهّم المخرجة كوثر بن هنية

وأثنت والدة هند على موقف المخرجة كوثر بن هنية التي تواصلت معها بشكل مباشر وأظهرت تفهمًا عميقًا لمشاعرها، قائلة: «كوثر كانت متفهمة جدًا شعوري، وأنا مقدّرة كل شيء، لكن الألم كبير وصعب يتكرر قدامي بالصوت والصورة».

وأوضحت أن المخرجة حرصت على أن تكون على اتصال دائم بها، مؤكدة أن هذا الموقف يعكس إنسانية عالية واحترامًا كبيرًا لمعاناة الأم التي فقدت فلذة كبدها.

صوت الشهيدة حاضر للأبد

واختتمت الأم حديثها برسالة مليئة بالوجع، مؤكدة أن صوت ابنتها هند سيظل محفورًا في قلبها إلى الأبد، قائلة: «صوتها مش هينسيني إياه الزمن، هي عايشة جوايا وهتفضل طول عمري معايا، حتى لو مش موجودة بجسديًا».

تم نسخ الرابط