عاجل

التوتر وضغوطات الحياة اليومية تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام ..دراسة جديدة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أظهرت دراسة علمية حديثة أن ضغوط الحياة اليومية يمكن أن تعطل التواصل بين الأمعاء والدماغ، مما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية ويعزز هذا الاكتشاف من آمال الباحثين في التوصل إلى طرق وقائية وعلاجية جديدة لمكافحة السمنة.

كيف يؤثر التوتر على الدماغ والأمعاء؟

ركزت الدراسة الأولى على العلاقة بين العوامل الاجتماعية مثل الدخل والتعليم والوصول إلى الرعاية الصحية وبين الجوانب البيولوجية للجسم وتبين أن الضغوط المزمنة تؤدي إلى اضطراب في توازن الميكروبيوم داخل الأمعاء والدماغ، مما يؤثر على الحالة المزاجية، وإشارات الجوع، والقدرة على اتخاذ القرارات الغذائية.

والنتيجة أن الأشخاص تحت ضغط نفسي يصبحون أكثر ميلًا لاختيار أطعمة عالية الدهون والسكر.

اضطراب الأكل التجنبي/المقيد (ARFID)

وفي دراسة موازية، اكتشف الباحثون أن أكثر من ثلث البالغين الذين يعانون من مشكلات في محور الدماغ والأمعاء ظهرت لديهم نتائج إيجابية لاضطراب الأكل التجنبي/المقيد (ARFID).

ويعرف هذا الاضطراب بأنه ميل لتجنب أنواع معينة من الطعام أو الحد الشديد من الكميات المستهلكة، مما قد يؤدي إلى سوء التغذية وفقدان الوزن ودعا الخبراء إلى إدراج فحوص روتينية للكشف عن هذا الاضطراب مع تعزيز الرعاية الغذائية المتكاملة.

التوتر والسلوك الغذائي 

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين التوتر وسلوكيات الأكل ففي عام 2021، أظهرت دراسة أجريت على 137 شخصًا في أستراليا ونيوزيلندا أن ارتفاع مستويات التوتر يدفع الناس إلى الإفراط في تناول الطعام، خاصة الوجبات السريعة والمأكولات الغنية بالطاقة.

كما أوضح الباحثون أن التوتر يزيد من احتمالية الأكل العاطفي، أي الإفراط في الطعام استجابة للمشاعر السلبية مثل القلق أو الحزن.

أزمة السمنة في بريطانيا

يأتي هذا الاكتشاف في وقت تواجه فيه المملكة المتحدة أزمة متصاعدة في السمنة.

نحو ثلثي البالغين في إنجلترا يعانون من زيادة الوزن.

أكثر من 14 مليون شخص مصابون بالسمنة.

58% من النساء و68% من الرجال في بريطانيا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

وتكلف هذه الأزمة هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أكثر من 11 مليار جنيه إسترليني سنويا، إلى جانب خسائر اقتصادية كبيرة بسبب تراجع الإنتاجية.

المضاعفات الصحية للسمنة

السمنة ليست مجرد مسألة جمالية، بل ترتبط بعدد من الأمراض الخطيرة، من بينها:

داء السكري من النوع الثاني: السبب في شغل سرير واحد على الأقل من كل ستة في المستشفيات البريطانية.

أمراض القلب: التي تتسبب في وفاة نحو 315 ألف شخص سنويًا في بريطانيا.

12 نوعًا مختلفًا من السرطان، من بينها سرطان الثدي.

مشكلات في الكبد، العظام، وضغط الدم.

السمنة بين الأطفال

الأزمة لا تتوقف عند البالغين وتشير البيانات إلى أن:

واحد من كل خمسة أطفال يبدأ دراسته وهو يعاني من زيادة الوزن أو السمنة.

ترتفع النسبة إلى واحد من كل ثلاثة بحلول سن العاشرة.

70% من الأطفال المصابين بالسمنة يعانون من ضغط دم مرتفع أو كوليسترول مرتفع، مما يضاعف مخاطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل.

خطوات جديدة لمواجهة الأزمة

واستجابة لهذه الأرقام المقلقة، سمحت الحكومة البريطانية مؤخرا للأطباء بوصف أدوية إنقاص الوزن للمرضى كجزء من خطة مواجهة السمنة ويأمل الخبراء أن يؤدي الفهم الجديد لتأثير التوتر على الدماغ والأمعاء إلى تطوير علاجات أكثر فاعلية تعالج الأسباب النفسية والفسيولوجية للسمنة معا.

تم نسخ الرابط