اليونسيف: ما لا يمكن تصوره يحدث في غزة .. الموت يحاصر السكان من كل زاوية

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» من أن «الطفولة لا يمكن أن تبقى على قيد الحياة» في مدينة غزة، مع نية الجيش الإسرائيلي شنّ هجوم بري واسع على المدينة للقضاء على المقاومة الفلسطينية وتهجير سكانها، انتهاءً باحتلالها.

الهجوم على غزة.. كارثة ستحل بمليون شخص

وقالت المتحدثة باسم اليونيسف، تيس إنغرام، في إفادة صحفية: «العالم يطلق ناقوس الخطر بشأن ما يمكن أن يجلبه الهجوم العسكري المكثف في مدينة غزة – كارثة لما يقرب من مليون شخص ما زالوا هناك».

وأضافت إنغرام خلال استعراضها للوضع الذي واجهته في قطاع غزة على مدار الأيام التسعة الماضية: «هذا الشيء الذي لا يمكن تصوّره ليس وشيكًا – بل هو موجود بالفعل. التصعيد جارٍ».

وتابعت: «سوء التغذية والمجاعة يضعفان أجساد الأطفال، بينما يحرمهم النزوح من المأوى والرعاية، والقصف يهدد كل حركة لهم. هذا هو شكل المجاعة في منطقة حرب، وكان حاضرًا في كل مكان نظرت إليه في مدينة غزة».

وواصلت المسؤولة في اليونيسف حديثها عن الوضع الإنساني المذري في القطاع الفلسطيني: «ليس عرضيًا، إنه نتيجة مباشرة للخيارات التي حولت مدينة غزة، بل والقطاع بأكمله، إلى مكان تتعرض فيه حياة الناس للهجوم، من كل الزوايا، كل يوم».

حياة الفلسطينيين يجرى تفكيكها

وأكدت أن الحياة الفلسطينية يجري تفكيكها على نحو مطّرد وأكيد، داعيةً إسرائيل إلى «مراجعة قواعد الاشتباك الخاصة بها لضمان حماية الأطفال» والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، كما دعت حركة حماس إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين البالغ عددهم 48 أسيرًا، بينهم 20 على قيد الحياة.

وتسيطر إسرائيل على نحو 75% من مساحة قطاع غزة، معظمها تمّت تسويته بالأرض، إذ حوّل الاحتلال القطاع إلى غابة من الركام، بينما يعاني الفلسطينيون من وضع إنساني صعب بفعل الحصار والإبادة.

ويشهد القطاع مجاعة متفشية، فضلًا عن انعدام المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، وانقطاع الكهرباء، وانهيار المنظومة الصحية بسبب التدمير الممنهج.

وينوي جيش الاحتلال الإسرائيلي احتلال مدينة غزة، ثم مخيمات الوسط التي تشكّل الـ25% من مساحة القطاع غير الخاضعة لسيطرته بعد.

وفي الآونة الأخيرة، كثّف الاحتلال غاراته الجوية وقصفه المدفعي على مدينة غزة التي قال مؤخرًا إنه سيطر على 40% منها، تمهيدًا للهجوم البري الكبير المرتقب الذي سيسهّل احتلالها لاحقًا.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن ما بين 70 إلى 80 ألف فلسطيني ما زالوا يقطنون غزة من أصل مليون نزحوا على وقع الضربات الإسرائيلية، فيما بلغت أعداد الشهداء 64,231 معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 161,583 مصابًا