فوضى أمام معهد الأورام.. متسولون يسيطرون على الاستراحات والمرضى تحت الشمس |صور

أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي استغاثة عاجلة للجهات المسؤولة، عقب تداول صور صادمة تكشف الوضع القائم أمام معهد الأورام، حيث تحولت أماكن الاستراحة المظللة التي تبرع بها أحد فاعلي الخير لخدمة أهالي المرضى ومرافقيهم، إلى بؤرة يسيطر عليها المتسولون، تاركين الأسر تفترش الأرصفة تحت أشعة الشمس الحارقة.
وجاء في الاستغاثة أن الصور المنتشرة ليست من كورنيش الإسكندرية أو ممشى العلمين، بل هي من أمام معهد الأورام بالقاهرة، حيث أنشئت مجموعة من الجلسات المظللة لتكون متنفسًا لأهالي المرضى أثناء رحلة علاج ذويهم، إلا أن المتسولين استولوا عليها تمامًا.
بلطجة واستغلال أمام معهد الأورام
أشار رواد التواصل إلى أن هذه الأماكن التي كان يفترض أن تكون لراحة الأسر تحولت إلى ما يشبه «مقاهي عشوائية»، حيث يفرش المتسولون البطاطين والشنط، ويظهرون بالملابس الداخلية ومايوهات البحر، ويعدون الشاي والقهوة، بينما يظل أهالي المرضى على الأرصفة في الحر والحرمان.
وتضمنت الشكاوى صورًا لأطفال بملابس غير لائقة يسيرون أمام المستشفى ويسبحون بمياه النيل القريبة، في مشهد أثار قلقًا بالغًا من إصابتهم بالبلهارسيا وأمراض أخرى، فضلًا عن كونه سلوكًا مرفوضًا أمام منشأة طبية يقصدها آلاف المرضى يوميًا.
وعلى الجانب الآخر، بدا أهالي المرضى في حالة من الحزن واليأس وهم يجلسون في الشمس بلا مأوى، في وقت تمتلئ فيه الاستراحات المظللة بالضحك وإعداد الشاي والقهوة والجرائد، على أيدي من استولوا عليها.
وطالب ناشر الاستغاثة الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية بالتدخل الفوري ومراجعة محيط معهد الأورام، لضبط المتسولين الذين ينتشرون بشكل دائم ويستغلون الأهالي ويمنعونهم من استخدام الأماكن التي وفرتها الدولة وفاعلو الخير.
ولم تتوقف الشهادات عند الاستغاثة فقط، بل أدلى علاء، أحد المرضى السابقين بالمعهد، بشهادة قال فيها: "أنا حابب أؤكد على الكلام ده من تجربة شخصية حصلت معايا وأنا كنت بتعالج في معهد الأورام سنة 2017، وكنت قاعد في الشمس قدام المستشفى في الشتاء، فجالي واحد من الناس اللي مسيطرين على المكان، وكان عنده شاي وقهوة عند أول الطريق، وقال لي يا إما تشرب حاجة يا إما تدفع أرضية 10 جنيه ولما قلت له إني مش معايا فلوس، الراجل رفع عليا سلاح خرطوش».
سيطرة المتسولين على محيط معهد الأورام
أضاف: «الموضوع ده ما حصلش معايا أنا لوحدي، ده حصل مع كذا واحد من المرضى، وحتى مع أصدقائي اللي كانوا بيتعالجوا معايا الله يرحمهم، تخيل مريض جاي يتعالج يلاقي نفسه مهدد كده! الموضوع محتاج تدخل فعلي من الجهات المسؤولة لأن المكان معمول لخدمة أهالي المرضى مش عشان يبقى مصدر استغلال وبلطجة».
كما روت جيجي، وهي من سكان المنطقة المقابلة للمعهد، تفاصيل أخرى قائلة: "إحنا ساكنين قدامهم وبنشوف المناظر دي كل يوم وأغلبهم متعاطي مخدرات في عز النهار، غير اللي بيحصل بالليل، وفي ناس ربنا يكرمهم بييجوا يعملوا إطعام لأهالي المرضى شبه يومي، وفي منهم اللي بيوزع صدقات مادية، لكن البلطجية دول بيهجموا عليهم، ويخطفوا الأكل، ويضربوا بعض، وياخدوا البروتين ويرموا الباقي في الشارع. منظر مقزز بشكل مش طبيعي، والأهالي الغلابة قاعدين ساكتين، متعففين، ومش قادرين يعملوا حاجة».
وأضافت: «المؤسف إن نقطة شرطة فم الخليج موجودة ورا المعهد بالضبط، ومع ذلك الوضع ده مستمر ومافيش تدخل حاسم».
واختتم رواد مواقع التواصل استغاثتهم بالتأكيد على ضرورة تحرك الجهات الأمنية العاجل، لمنع استمرار حالة الفوضى والاستغلال بمحيط معهد الأورام، وحماية أهالي المرضى الذين وجدوا أنفسهم بين سندان المرض ومطرقة البلطجة.





