عاجل

محمد حجازي: اليمين الإسرائيلي يسعى لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين

السفير محمد حجازي
السفير محمد حجازي

قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إننا نواجه اليوم توجهًا يمينيًا متطرفًا داخل إسرائيل يسعى بكل وضوح إلى فرض مخطط التهجير القسري على الشعب الفلسطيني، وأوضح أن هذا التوجه يرفض بشكل قاطع أي مقترحات مصرية أو دولية يمكن أن تسهم في وقف إطلاق النار أو فتح المجال أمام تسوية سياسية عادلة ،وأضاف أن اليمين الإسرائيلي لا يتعامل مع الأزمة باعتبارها مسألة أمنية فقط، بل يسعى إلى تغيير ديموغرافي واسع يهدد بقاء الفلسطينيين في أرضهم.

مقترحات ويتكوف والموقف المصري

وأشار حجازي خلال تصريحات مع الإعلاميين محمود السعيد وآية عبد الرحمن، مقدمي برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز، إلى أن المقترحات المصرية التي جاءت استنادًا إلى رؤية المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حظيت بقبول غير متوقع من حركة حماس، في تحول وصفه بـ"المفاجئ"، بينما رفضتها إسرائيل بشكل مباشر ، وأكد أن هذا الرفض يعكس النوايا الإسرائيلية المبيتة تجاه التهجير، معتبرًا أن القبول الفلسطيني بمقترحات وقف إطلاق النار كان يمكن أن يشكل مخرجًا دبلوماسيًا، لكن اليمين الإسرائيلي عمل على إفشاله ، كما شدد على أن مصر، منذ اندلاع الحرب، أعلنت موقفًا ثابتًا ضد أي محاولة لدفع الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، وهو ما جعل هذا المخطط يصطدم بعقبات كبرى.

الضوء الأخضر الأمريكي وخطط التهجير

وكشف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب كان قد أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر خلال لقائهما في البيت الأبيض قبل أشهر قليلة، لدفع سكان غزة جنوبًا نحو رفح ،وبيّن أن الخطة كانت تقوم على تجميع الفلسطينيين في مناطق عازلة مؤقتة، تمهيدًا لخلق واقع جديد على الأرض ، إلا أن صلابة الموقف المصري حالت دون تنفيذ هذا السيناريو، مما دفع بعض الأطراف الإسرائيلية إلى التفكير في بدائل أخرى، مثل تقديم حوافز مالية للفلسطينيين مقابل تهجيرهم إلى دول مختلفة.

الظروف الإنسانية القاسية وأدوات الضغط

وأضاف حجازي أن إسرائيل تعتمد في الوقت الراهن على أدوات ضغط متعددة أبرزها القصف العشوائي والحصار والتجويع، لإرغام الفلسطينيين على قبول التهجير القسري. وأوضح أن هناك حديثًا متزايدًا في الأوساط الإسرائيلية عن تقديم مبالغ مالية للسكن والإعاشة لكل من يوافق على مغادرة قطاع غزة، مستغلين الأوضاع المأساوية التي يمر بها السكان،  وحذر من أن هذه السياسات قد تشكل جريمة إنسانية موصوفة إذا استمرت بهذا الشكل.

خلاف بين المستوى العسكري والسياسي في إسرائيل

وأكد السفير محمد حجازي أن رفض إسرائيل لمقترحات ويتكوف لم يكن قرارًا موحدًا داخل مؤسساتها، بل كشف عن انقسام واضح بين المستويين العسكري والسياسي. وقال إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تدرك تمامًا حجم المخاطر المرتبطة بالتوغل الكامل في غزة، بما في ذلك الحاجة لفرض حكم عسكري مباشر على القطاع، وهو ما يعني استدعاء أعداد ضخمة من جنود الاحتياط وتحمل تكاليف مالية وإدارية هائلة لإدارة الحياة اليومية هناك.

اليمين المتطرف ومراهناته

وفي المقابل، يرى المستوى السياسي اليميني في إسرائيل أن لديه فرصة لتحقيق مشروعه الأيديولوجي، حتى وإن كان الثمن هو إغراق البلاد في تكاليف بشرية واقتصادية ضخمة ،وأوضح حجازي أن هذا الفكر يعكس طبيعة الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تهيمن عليها تيارات عنصرية متطرفة، لا تفكر في تبعات طويلة الأمد، بل في مكاسب سياسية آنية على حساب الشعب الفلسطيني وأمن المنطقة.

تم نسخ الرابط