خالد صديق: "درب اللبانة" على قائمة 5 مناطق لإحياء القاهرة التاريخية

أكد المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية، أن منطقة درب اللبانة بالقاهرة التاريخية تعد واحدة من أبرز النماذج التي يجري العمل عليها في إطار خطة شاملة لإحياء خمس مناطق رئيسية داخل القاهرة التاريخية.

وأوضح أن المشروع يتجاوز فكرة التطوير العمراني التقليدي، إذ يهدف إلى إعادة الحياة للنسيج التاريخي والمعماري للقاهرة، مع الحفاظ على الهوية الأصيلة للمنطقة.

من مقلب قمامة إلى حديقة تراثية

أشار صديق، خلال حواره مع الإعلامية رانيا هاشم في برنامج البعد الرابع عبر قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن المساحة التي تحولت اليوم إلى حديقة درب اللبانة كانت في السابق مجرد مقلب قمامة، غير أن العمل المكثف خلال عامين غيّر المشهد تمامًا.
وأضاف أن الحديقة أصبحت اليوم متنفسًا عامًا نظيفًا ومرتبًا للزوار، وتقع وسط بيئة تاريخية غنية تضم أربعة مساجد من أهم مساجد القاهرة القديمة، وهي: السلطان حسن، الرفاعي، قايتباي الرماح، والمحمودية ، ويتميز الموقع بتركيزه المعماري الفريد حيث تتواجد هذه المعالم جميعًا في نطاق لا يتجاوز 200 متر مربع.

الحفاظ على النسيج التاريخي والمعماري

أكد رئيس الصندوق أن العمل لا يقتصر على عمليات تجميل أو تحسين سطحي، بل يمتد إلى الحفاظ على النسيج العمراني والمعماري للمكان ،وأوضح أن فريق العمل يلتزم بترميم الواجهات والمباني القديمة استنادًا إلى دراسات تاريخية دقيقة، بحيث يظل الشكل النهائي متمسكًا بالتصميم الأصلي ، وقال صديق: "ما نقوم به ليس تطويرًا عمرانيًا بالمعنى التقليدي، بل هو مشروع إحياء متكامل يركز على احترام هوية المكان وملامحه التاريخية."

تحديات هندسية وفنية دقيقة

وتناول صديق أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ المشروعات في قلب المدن التاريخية، خاصةً القاهرة، موضحًا أن المشكلات المرتبطة بالتربة والمياه الجوفية تمثل عائقًا كبيرًا يتطلب حلولًا هندسية معقدة.
وأشار إلى أن تقنيات مثل الحوائط الساندة والخوازيق أصبحت ضرورية للحفاظ على استقرار المباني الأثرية والمجاورة للمواقع الجاري تطويرها.
كما شدد على أن قرب هذه الأعمال من المساجد الأثرية يجعل أي تدخل إنشائي محفوفًا بالحساسية، مضيفًا: "قد نقضي عامين في التخطيط ثم نكتشف أن التنفيذ يحتاج ضعف هذه المدة، بسبب ظروف الموقع أو الاكتشافات الأثرية غير المتوقعة."

القاهرة التاريخية.. مشروع هوية قبل أن يكون عمرانيًا

واختتم رئيس صندوق التنمية الحضرية تصريحاته بالتأكيد على أن إحياء القاهرة التاريخية ليس مجرد مشروع للبناء أو الترميم، وإنما هو مشروع هوية يهدف إلى استعادة روح المدينة القديمة بما تحمله من قيمة حضارية وتراثية، مع توفير بيئة ملائمة للزوار والسكان، توازن بين الحفاظ على الأصالة التاريخية وتلبية متطلبات العصر الحديث.