كل ما تريد معرفته عن متلازمة شوجرن.. مرض مناعي خفي يحتاج إلى وعي وتشخيص مبكر

تعد متلازمة شوجرن من أمراض المناعة الذاتية المزمنة التي يهاجم فيها جهاز المناعة الغدد المسؤولة عن إفراز الدموع واللعاب، مما يؤدي إلى جفاف العينين والفم وأعراض أخرى متعددة.
وبحسب البروفيسور بومان، هناك أدلة على أن ارتفاع نشاط المرض يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالورم الليمفاوي وارتفاع معدلات الوفيات، مما يجعل التشخيص المبكر والتدخل السريع أمر حيوي ليس فقط لتقليل المخاطر طويلة الأمد، بل أيضا لتحسين نوعية حياة المرضى وفقا لتقرير نشره موقع ديلي ميل.
رحلة مريض مع التشخيص سنوات من المعاناة
وتحكي كاثرين جورج، 35 عامًا، من كورنوال، عن رحلتها الطويلة مع المرض فقد بدأت أعراضها منذ سن التاسعة عشرة، إذ عانت من جفاف الفم والبلعوم لدرجة أنها لم تكن قادرة على تناول البسكويت الجاف دون غمسه في الشاي كما واجهت مشاكل هضمية مستمرة وجفافا في العين.
لكن لم يتم ربط هذه الأعراض معا إلا عام 2022، عندما لاحظ طبيب العيون جفاف شديد في عينيها، فأوصى بإجراء فحوصات إضافية أظهرت إصابتها بالمرض.
وتقول كاثرين: “استوفيت تقريبا كل الأعراض: مشاكل في الجهاز الهضمي، وجفاف العينين والفم،و التعب، والسعال المستمر، وحتى الجفاف المهبلي. ومن المدهش أن الأمر استغرق سنوات حتى يربط الأطباء بين كل هذه العلامات.”
تحسن الوعي لكن الطريق طويل
ووفقا لمؤسسة شوجرن الأمريكية تحسن متوسط الوقت اللازم لتشخيص المرض في الولايات المتحدة من ست سنوات إلى ثلاث سنوات، لكن لا يزال أقل شهرة من أمراض الروماتيزم الأخرى مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
أحدث التوصيات العلاجية
وحتى الآن لا يوجد علاج شاف لمتلازمة شوجرن، لكن هناك بروتوكولات جديدة تركز على تخفيف الأعراض:
قطرات عين خالية من المواد الحافظة لتجنب تهيج العين.
بدائل اللعاب وأدوية مثل بيلوكاربين لتحفيز الإفرازات.
هيدروكسي كلوروكين في الحالات المتقدمة.
أدوية معدلة للمناعة مثل الميثوتريكسات عند فشل العلاجات الأخرى.
أمل جديد مع الأبحاث الدوائية
وفي أغسطس الماضي أظهرت التجارب السريرية لدواء جديد يدعى إيانوماب وهو جسم مضاد وحيد النسيلة يستهدف الخلايا البائية نتائج واعدة في تخفيف أعراض المرضى بشكل ملحوظ.
وتستعد شركة نوفارتس لتقديمه للموافقة السريعة في الولايات المتحدة، مع توقع طرحه لاحقا في بريطانيا.
التعايش مع المرض معركة يومية
وبالنسبة للمرضى يشكل التعامل مع الأعراض تحدي مستمر وتقول كاثرين إنها اضطرت لإيقاف هيدروكسي كلوروكين بسبب الصداع والغثيان، وهي الآن تعتمد على قطرات العين وبدائل اللعاب وتحاميل مهبلية.
كما غيرت نظامها الغذائي ليشمل المزيد من الخضروات وشرب ثلاثة لترات من الماء يوميا للوقاية من الإمساك.
وتضيف: “تناول الأدوية يشبه عملية عسكرية علي أن أبخر عيني وأضع القطرات سبع مرات في اليوم. من المهم أن يعرف الناس أن شوغرن ليس مجرد جفاف في العين أو الفم، بل مرض متعدد الأعراض يحتاج إلى وعي وتشخيص مبكر.”
أمل في المستقبل
رغم عدم وجود علاج جذري حتى الآن، فإن الأبحاث الدوائية الجارية تمنح المرضى أمل كبير ومع ازدياد الوعي بين الأطباء والمرضى، يمكن أن يتحسن التشخيص المبكر، مما يقلل من خطر المضاعفات الخطيرة ويحسن جودة حياة المصابين.