هل يمكن أن يكون طبيبك مختل عقليا؟ طبيب يكشف الحقيقة

قد يبدو السؤال صادم هل يمكن أن يكون طبيبك مريض نفسيا؟ بحسب الدكتور ماكس بيمبرتون، هناك بالفعل سمات نفسية أقرب إلى “السيكوباتية” مطلوبة ليتمكن الأطباء من ممارسة عملهم بكفاءة.
فالطب ليس مجرد مهنة رحيمة بل يتطلب أحيانا أن يعامل الأطباء المرضى كالحالات التي تحتاج إلى إصلاح بعيدا عن الانفعال العاطفي، وهي سمة قد يصفها البعض بالبرود أو حتى بالاضطراب النفسي وذلك في تقرير نشره موقع ديلي ميل.
لماذا يحتاج الأطباء إلى قسوة عقلية؟
ويشير بيمبرتون إلى أن الالتحاق بكلية الطب عملية تنافسية شرسة لا ينجح فيها إلا من يتحلى بالصرامة والتصميم والتركيز الشديد.
ومع بيئة قاسية لا ترحم داخل المستشفيات يطور الأطباء جلد سميك يحميهم من الانهيار النفسي، مما يجعلهم قادرين على الفصل بين العمل وحياتهم الخاصة.
هذا الانفصال النفسي قد يبدو غير إنساني لكنه ضروري لإنقاذ الأرواح.
أمثلة صادمة لأطباء فقدوا السيطرة
ومع ذلك يحذر بيمبرتون من أن بعض الأطباء يذهبون بعيدا في استغلال هذه السمات.
في فرنسا أدين الجراح جويل لو سكوارنيك بالاعتداء على مئات الأطفال.
في بريطانيا حكم على جراح التجميل بيتر بروكس بالسجن 22 عامًا بعد محاولته قتل زميل له.
عرف جراح الثدي إيان باترسون بإجراء آلاف العمليات غير الضرورية لإقناع مرضاه بخطر السرطان.
الطبيب العام هارولد شيبمان الذي قتل ما لا يقل عن 215 مريضا ليصبح أحد أبشع القتلة المتسلسلين في التاريخ.
هل كل طبيب يحمل سمات “سيكوباتية”؟
ورغم هذه الأمثلة المروعة يؤكد بيمبرتون أن القدرة على الانفصال العاطفي ليست دائما عيب، بل أداة تساعد الأطباء على أداء مهامهم.
فالجراح الذي يفتح صدر مريض لإصلاح قلبه يحتاج إلى أن يرى الجسد كآلة معطلة لا كشخص له عائلة وأطفال ينتظرونه.
بدون هذا “الجدار النفسي”، قد ينهار الفريق الطبي أمام ضغط المسؤولية.
ما هو الاضطراب النفسي ؟
يشير بيمبرتون إلى أن مصطلح “سيكوباتي” يساء فهمه والتشخيص الأدق هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ويتسم بعدم الندم وضعف التعاطف وجاذبية سطحية واندفاعية.
دراسات الدماغ أظهرت فروقًا في مناطق مسؤولة عن المشاعر مثل اللوزة الدماغية، ما يوحي بوجود عوامل وراثية وبيئية وراء هذه السمات.
سمات قد تكون مفيدة
اللافت أن بعض السمات المرتبطة بالاضطراب النفسي ليست سلبية دائما فهي قد تمنح أصحابها قدرة على التركيز والحسم والتفاني.
ولهذا نجدها شائعة ليس فقط بين الأطباء بل أيضا بين المحامين والضباط والقادة والصحفيين.
الطب بين التعاطف والبرود
وفي النهاية يوضح بيمبرتون أن الطبيب الجيد يحتاج إلى مزيج دقيق من تعاطف حقيقي مع المريض لفهم مخاوفه وقدرة على الانفصال حتى لا ينهار عاطفيًا.