هل يمكن أن يعيش الإنسان حتى 150 عامًا؟ دراسة وحوار بوتين وشي يثيران الجدل

في الأيام الأخيرة أثارت تقارير عالمية تساؤلات عميقة حول مستقبل متوسط الأعمار البشرية بعدما زعمت دراسة كندية حديثة أن الحد الأقصى للعمر قد يمتد إلى 130 عامًا بحلول عام 2100، فيما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج عن إمكانية أن يعيش الإنسان حتى 150 عامًا بفضل التقدم في التكنولوجيا الحيوية وزرع الأعضاء.
دراسة كندية الحد الأقصى للعمر قد يصل إلى 130 عامًا
أجرى باحثون من جامعة HEC Montréal دراسة إحصائية جديدة نشرت في دورية Annual Review of Statistics and Its Application، خلصوا فيها إلى أن الإنسان قد يبلغ عمرًا أقصى يقترب من 130 عامًا بحلول نهاية القرن الحالي.
لكن الدراسة أوضحت أن الوصول إلى هذا الرقم يظل احتمال ضعيف للغاية، إذ أن فرصة بلوغ شخص ما 130 عامًا لا تتجاوز واحدًا في المليون.
كما أشار الباحثون، بقيادة البروفيسور بيلزيل، إلى أن خطر الوفاة يزداد تدريجيًا بعد سن الخمسين ويتباطأ هذا الخطر عند سن الثمانين و يستقر نسبيًا بعد سن 109 عامًا، حيث تكون احتمالية الوفاة كل عام جديد 50%.
المثير أن الدراسة لم تجد فرق كبير بين الرجال والنساء فيما يتعلق بالحد الأقصى للعمر.
تحديات اجتماعية واقتصادية لارتفاع الأعمار
على الرغم من أن هذه التوقعات قد تبدو مبشرة، فإنها تحمل أيضًا مخاطر اجتماعية واقتصادية ضخمة. فقد حذرت الدراسة من أن ارتفاع متوسط الأعمار سيؤدي إلى زيادة هائلة في الفواتير الطبية بسبب أمراض الشيخوخة المتقدمة وضغوط متنامية على أنظمة الرعاية الاجتماعية والمعاشات التقاعدية وأزمات في برامج الضمان الاجتماعي نتيجة اعتماد أعداد أكبر من الناس عليها وتراجع أعداد دافعي الضرائب مقارنة بالمستفيدين.
بمعنى آخر، فإن “عصر المعمرين” قد يطرح تحديات مالية واجتماعية لا تقل خطورة عن الأمراض نفسها.
بوتين وشي البشر قد يعيشون 150 عامًا
لم يقتصر الحديث عن الأعمار الطويلة على الأبحاث الأكاديمية بل وصل إلى محادثات سياسية على أعلى المستويات.
فخلال عرض عسكري في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، التقطت الميكروفونات حوار جانبي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ.
بحسب اللقطات، سمع المترجم الخاص ببوتين يقول: “التكنولوجيا الحيوية في تطور مستمر”، ليرد شي: “يتوقع البعض أن يعيش البشر في هذا القرن حتى عمر 150 عامًا”.
وأكد بوتين لاحقًا للصحفيين أنه ناقش مع الرئيس الصيني آفاق إطالة متوسط عمر الإنسان بشكل كبير من خلال التطورات في زرع الأعضاء والتقنيات الطبية الحديثة.
يأتي هذا النقاش في وقت يشهد العالم فيه طفرة في أبحاث إطالة العمر، سواء عبر الطب التقليدي أو من خلال تقنيات مثل تعديل الجينات والذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج.
لكن الخبراء يحذرون من أن الوصول إلى 130 أو حتى 150 عامًا قد يكون ممكن نظريا، إلا أن جودة الحياة في هذه الأعمار ستكون التحدي الأكبر، حيث سيعاني كثير من الناس من أمراض الشيخوخة وضعف القدرات الجسدية.