الأنبا بندليمون يشارك أهالي دمياط الاحتفال بالمولد النبوي بتوزيع الحلوى

شهدت مدينة دمياط اليوم احتفالية مميزة أقامها الأنبا بندليمون كاهن كنيسة الروم، حيث بادر بتوزيع الحلوى والأرز بلبن على الأهالي في شوارع المدينة احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف، وسط أجواء من البهجة والتقدير المتبادل بين المسلمين والمسيحيين.
المشهد كان لافتًا للأنظار، إذ اصطف الأهالي كبارًا وصغارًا حول الكنيسة، حيث استقبلهم الأنبا بندليمون بابتسامة ودودة، وقدم لهم علب الحلوى وأكواب الأرز بلبن التي تم إعدادها خصيصًا لهذه المناسبة العطرة. وأكد الحاضرون أن هذه المبادرة ليست غريبة على أبناء الكنيسة، الذين اعتادوا المشاركة في مختلف المناسبات الدينية والوطنية، تعبيرًا عن المحبة والتعايش المشترك.
أحد الأهالي أعرب عن سعادته قائلاً: "الجميل في دمياط إننا كلنا واحد، بنفرح مع بعض ونقف جنب بعض في الأفراح والأعياد. النهاردة شفنا حاجة بتفرح القلب، إن كاهن الكنيسة بيشارك المسلمين فرحتهم بالمولد النبوي ويوزع الحلوى بنفسه". وأضاف أن هذه اللفتة تركت أثرًا طيبًا في نفوس الجميع وأكدت مجددًا أن مصر ستظل نموذجًا للتآخي والمحبة.
من جانبها، قالت سيدة من المارة إنها لم تتوقع أن ترى هذا المشهد المؤثر: "لما أخدت علبة الأرز بلبن من يد الأنبا حسيت إن دي رسالة سلام ومحبة من إخواتنا المسيحيين، واللي بيثبتوا دايمًا إن الدين لله والوطن للجميع". وأشارت إلى أن الأطفال كانوا الأكثر سعادة بالمبادرة، حيث التفوا حول الأنبا وتلقوا الحلوى بوجوه تملؤها الابتسامة.
أكد الأنبا بندليمون أن الأديان جميعها تدعو إلى المحبة والسلام والتعاون بين البشر، وأن الاحتفال بالمناسبات الدينية يمثل فرصة لتعزيز هذه القيم وترسيخها في نفوس الأجيال الجديدة. وأوضح أن الكنيسة تعتبر فرحة المسلمين هي فرحتها أيضًا، وأن مشاركة المجتمع في هذه اللحظات تعبر عن الروح المصرية الأصيلة التي لا تعرف التفرقة.
الأهالي الذين شهدوا الحدث اعتبروا أن مثل هذه المبادرات الإنسانية تمثل رسالة قوية للعالم بأن المصريين نسيج واحد، لا تفرقهم ديانة ولا طائفة، بل تجمعهم المحبة والرحمة والحرص على مشاركة بعضهم البعض في كل المناسبات. وقد أكدوا أن هذا المشهد سيبقى عالقًا في الأذهان كدليل حي على أن دمياط ما زالت تحافظ على قيمها الأصيلة في التلاحم والتكاتف.
وفي ختام الاحتفالية، تبادل الأهالي عبارات التهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف، فيما حرص الكثير منهم على شكر الأنبا بندليمون والتقاط الصور التذكارية معه، مؤكدين أن هذه اللفتة المبهجة ستظل محفورة في الذاكرة كرمز للأخوة الصادقة التي تعيشها دمياط يومًا بعد يوم.



