مها عبد الناصر: تجاهل الحكومة للمقترحات يضعف جدوى العمل البرلماني

علقت الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، على أداء الحكومة مؤكدة أن السلطة التنفيذية لا تستجيب غالبًا لمقترحات البرلمان، بل تصر على آرائها وخططها دون مرونة، باستثناء حالة واحدة وافقت فيها على مقترح النواب المتعلق بـ وحدة الموازنة العامة للدولة.
أوضحت مها عبد الناصر، وخلال لقائها في برنامج "السياسة أسرار" مع الإعلامية هند مختار على قناة "هي"، أن هذا النهج يمثل تحديًا للعمل البرلماني ويعكس غياب التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، مشيرة إلى أن البرلمان يؤدي دوره الرقابي والتشريعي بجدية، لكن استجابة الحكومة تظل محدودة للغاية.
المرأة والسياسة في مصر
تطرقت مها عبد الناصر إلى قضية المرأة، مؤكدة أن التحديات التي واجهتها المرأة المصرية على مدار سنوات طويلة في الحياة السياسية والعامة كانت كبيرة، حيث تعرضت للتهميش والعزوف عن المشاركة، إلا أن المشهد بدأ يتغير مؤخرًا بشكل ملحوظ، حيث أصبحت النظرة إلى عمل المرأة في السياسة أكثر إيجابية وتقديرًا لدورها.
وأضافت مها عبد الناصر أن دخول المرأة معترك العمل البرلماني والقيادي يعكس تحولًا في وعي المجتمع والدولة، مشددة على أن المرأة المصرية اليوم تثبت قدرتها على الإسهام الفعال في صياغة السياسات العامة ومراقبة الأداء الحكومي.
المعارضة داخل البرلمان
وأكدت مها عبد الناصر أن المعارضة في مجلس النواب تمارس دورها بكل حرية، وتعبّر عن رأيها بوضوح في مختلف القضايا. وكشفت أنها تقدمت بأكثر من 100 طلب إحاطة خلال دور الانعقاد الحالي، تنوعت ما بين أسئلة برلمانية واستجوابات، في محاولة لإلقاء الضوء على قضايا تمس حياة المواطن اليومية وتؤثر على مسار التنمية.
وأوضحت مها عبد الناصر أن دور المعارضة لا يقتصر على الانتقاد فحسب، بل يشمل تقديم حلول بديلة ومقترحات عملية يمكن أن تسهم في تحسين أداء الحكومة، لافتة إلى أن غياب التفاعل الحكومي مع هذه الطروحات يقلل من جدوى العمل البرلماني.
الحاجة إلى تعددية سياسية
وشددت مها عبد الناصر على أن المشهد السياسي في مصر يحتاج إلى مزيد من التعددية، مشيرة إلى أن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تكتمل إلا بوجود رأي ورأي آخر، قائًلا: "البلد هتبقى أحسن بينا كلنا، مش بحد لوحده"، في إشارة إلى أن مشاركة الجميع في الحياة السياسية هي السبيل لبناء مستقبل أفضل.
وأكدت مها عبد الناصر أن الحوار المجتمعي الواسع وفتح المجال أمام مختلف التيارات والأحزاب هو ما يعزز الاستقرار ويضمن إيجاد حلول شاملة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه البلاد.
برلمان فاعل أم صوري؟
أوضحت مها عبد الناصر أن البرلمان يمتلك الأدوات الرقابية والتشريعية، لكن فاعلية هذه الأدوات تتوقف على مدى استجابة الحكومة. وأكدت أن تجاهل السلطة التنفيذية لمقترحات النواب يثير تساؤلات حول مدى جدية الحكومة في تبني سياسات تشاركية تحقق مصلحة المواطن.
وأضافت مها عبد الناصر أن التجربة البرلمانية الحالية بحاجة إلى مراجعة من أجل تعزيز دور النواب وتحويل قبة البرلمان إلى ساحة حقيقية للنقاش وتبادل الرؤى، بعيدًا عن الانفراد بالقرارات من قبل الحكومة.
المستقبل بين التحديات والآمال
واختتمت مها عبد الناصر تصريحاتها بالتأكيد على أن إصرار المعارضة على أداء دورها هو دليل على إيمانها بأهمية التجربة الديمقراطية في مصر، مشيرة إلى أن الطريق نحو الإصلاح ليس سهلاً، لكنه يتطلب مشاركة الجميع وتحمل المسؤولية.
وذكر مها عبد الناصر أن مستقبل البلاد مرهون بقدرتها على تحقيق التوازن بين السلطة التنفيذية والتشريعية، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، مع ضمان حقوق المرأة وتمكينها في مختلف المجالات