التعليم الفني : سوق العمل لم يعد يعترف بالشهادات فقط بل بالمهارات|فيديو

أكد الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، أن سوق العمل في مصر والعالم لم يعد يعتمد على الشهادات فقط، بل على ما يمتلكه الفرد من مهارات حقيقية، مشددًا على أن التعليم التكنولوجي يمثل استجابة عملية للتحولات الراهنة في متطلبات العمل.
وأضاف عمرو بصيلة، خلال حواره مع الإعلامية منة فاروق في برنامج "ستوديو إكسترا" على قناة "إكسترا نيوز"، أن الكثير من الناس ما زالوا ينظرون إلى شهادة التعليم الفني باعتبارها بوابة التوظيف، مشيرًا إلى أن هذا المفهوم القديم كان يركز على السؤال التقليدي: "معك شهادة ماذا؟"، أما اليوم فقد تغير التركيز إلى: "ماذا تستطيع أن تفعل؟"، مؤكدًا أن المهارات العملية هي العامل الحاسم في تحديد فرص الفرد في سوق العمل.
الجدارات العملية أساس
وأوضح عمرو بصيلة أن التعليم التكنولوجي الحديث يركز على مفهوم "الجدارات"، أي المهارات العملية والتقنية التي يكتسبها الطالب خلال فترة دراسته، وليس مجرد التحصيل النظري، ما يضمن قدرته على مواكبة احتياجات سوق العمل الحالي والمستقبلي.
وأكد عمرو بصيلة أن هذا التوجه يعكس الواقع الفعلي لسوق العمل، حيث يطلب أصحاب المشروعات والقطاع الصناعي خدمات قائمة على الكفاءة المهنية وليس على الشهادات النظرية فقط، مشيرًا إلى أن خريج التعليم الفني أو التكنولوجي أصبح مجهزًا للعمل مباشرة بعد التخرج، مع إمكانية تطوير مهاراته عبر برامج التدريب العملي المتخصصة.
إعادة بناء التعليم الفني
وأشار عمرو بصيلة إلى أن النظرة المجتمعية السلبية تجاه التعليم الفني كانت ترتبط سابقًا بغياب فرص استكمال الدراسة الجامعية، ما جعل الكثير من الطلاب وأولياء الأمور يترددون في اختياره.
وأكد عمرو بصيلة أن الوضع الحالي تغير تمامًا، حيث تسعى الدولة إلى إعادة بناء الثقة في التعليم الفني والتكنولوجي عبر توفير مسارات تعليمية متقدمة تتيح للطلاب الحصول على مؤهلات عليا، مما يضمن لهم مستقبلًا مهنيًا مستقرًا ومتقدمًا.
27 جامعة تكنولوجية
وأضاف عمرو بصيلة أن الدولة تعمل وفق خطة واضحة بقيادة وزارة التعليم العالي لإنشاء 27 جامعة تكنولوجية على مستوى الجمهورية، موضحًا أنه تم تشغيل 14 جامعة منها بالفعل وبدأت في استقبال الطلاب الجدد.
وأشار عمرو بصيلة إلى أنه خلال العام القادم، ستشهد مصر تخريج أول دفعة من هذه الجامعات، مؤكّدًا أن هذه الجامعات توفر فرص التعليم الجامعي لخريجي التعليم التكنولوجي، بما يمكنهم من الحصول على بكالوريوس تكنولوجي في تخصصاتهم، تمامًا مثل أي طالب في الجامعات التقليدية.
الفرص التعليمية والمهنية
وشدد عمرو بصيلة على أن الدولة تهدف من خلال هذا التوسع إلى ضمان تكافؤ الفرص التعليمية والمهنية، بحيث لا يكون خريج التعليم الفني أقل شأنًا من خريج التعليم الجامعي التقليدي، مشيرًا إلى أن هذا النهج يعزز مكانة التعليم التكنولوجي ويجعله خيارًا جذابًا للطلاب الطموحين.
وأكد عمرو بصيلة أن الاستثمار في التعليم الفني والتكنولوجي ليس فقط وسيلة لتأهيل الكوادر، بل هو ركيزة أساسية لضمان استدامة التنمية الاقتصادية واستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، لاسيما في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والسياحة والخدمات.
التحولات في سوق العمل
وأشار عمرو بصيلة إلى أن التعليم الفني أصبح ضرورة حقيقية لتلبية متطلبات سوق العمل المتغير، حيث أصبح كل قطاع يحتاج إلى مهارات متخصصة، سواء في التشغيل والصيانة أو في الابتكار والتطوير التكنولوجي، مؤكدًا أن الطالب الذي يمتلك المهارات المناسبة سيكون أكثر قدرة على المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي.
وأوضح عمرو بصيلة أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتطوير المناهج وتدريب المعلمين، بما يضمن رفع كفاءة الطلاب وتحضيرهم للعمل الفعلي، موضحًا أن هذه الخطوات تؤسس لمرحلة جديدة من التعليم التكنولوجي والفني في مصر، الذي أصبح ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

شراكات مع القطاع الخاص
وأشار عمرو بصيلة إلى أن الدولة لا تكتفي بتطوير التعليم من خلال الجامعات والمناهج، بل تسعى أيضًا لبناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص وقطاع الأعمال العام، بهدف إتاحة فرص التدريب العملي للطلاب داخل مواقع العمل الحقيقية، بما يعزز من جاهزيتهم ويجعلهم قوة بشرية مؤهلة تلبي احتياجات الاقتصاد.
وأكد عمرو بصيلة أن هذه الشراكات تمثل حلقة وصل بين التعليم وسوق العمل، حيث يكتسب الطلاب خبرة عملية تعزز من مهاراتهم، وتساعد على سد الفجوة بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي، بما يجعل خريجي التعليم الفني والتكنولوجي عناصر فاعلة ومؤثرة في التنمية الاقتصادية.