عاجل

خبير سابق: الغرب لن يفرط في السيطرة على الملف النووي الإيراني

إيران
إيران

أوضح الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، أن قدرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة البرنامج النووي الإيراني أصبحت محدودة للغاية في ظل الظروف الحالية، مؤكدًا أن طهران تسعى لكسب الوقت في مرحلة تفاوض حرجة.

عدد محدود من المنشآت النووية

وأشارعبد النبي، خلال مداخلة ضمن برنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن مفتشي الوكالة الدولية لا يستطيعون الوصول سوى إلى عدد محدود من المنشآت النووية، وخاصة تلك التي لم تتعرض للهجمات الإسرائيلية أو الأمريكية الأخيرة، مثل بعض المواقع في طهران، مضيفا:"أما منشآت أخرى رئيسية، كموقعي "نطنز" و"أصفهان"، فقد تضررت بشكل كبير، وهو ما تستخدمه إيران كمبرر لمنع دخول المفتشين إليها، تحت ذريعة وجود "مخاطر إشعاعية".

وفي هذا السياق، نوه بأن هذا التبرير لا يستند إلى أسس علمية دقيقة، موضحًا أن المواد الموجودة في هذه المنشآت، مثل سادس فلوريد اليورانيوم، هي مواد سامة كيميائيًا وليست مشعة بدرجة تمنع التفتيش، خاصة وأنها لم تتعرض لانفجارات نووية داخل المفاعلات.

سادس فلوريد اليورانيوم يُطلق إشعاعات ضعيفة نسبيًا

وأكد أن هذه المواد، رغم خطورتها الكيميائية، لا تشكل خطرًا إشعاعيًا كبيرًا طالما لم يتم استنشاقها أو ابتلاعها. وقال: "سادس فلوريد اليورانيوم يُطلق جسيمات ألفا، وهي إشعاعات ضعيفة نسبيًا، لا تخترق جلد الإنسان، ولا تُعد مبررًا علميًا كافيًا لمنع التفتيش".

واختتم الدكتور علي حديثه بالتأكيد على أن إيران اليوم تقف على "أرض صلبة" من حيث قدراتها النووية، وتمتلك كميات من اليورانيوم المخصب تكفي لصناعة قنبلة نووية في وقت قصير، معتبرًا أن طهران تُدير هذا الملف بدقة شديدة في إطار لعبة سياسية هدفها كسب المزيد من الوقت دون تقديم تنازلات فعلية.

من جانبه، أوضح الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أن طهران تواصل اتهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تمارس عملها تحت غطاء سياسي، معتبرة أن مواقفها تميل لصالح القوى الغربية، وهو ما تعتبره إيران إخلالًا بمبدأ الحياد المفترض في عمل الوكالة.

أسباب تعثر مسار التفاوض

وأشار خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن الرواية الإيرانية الرسمية تؤكد أن هذه الممارسات أصبحت واضحة للجميع، وتُعد أحد أسباب تعثر مسار التفاوض، خاصة في ظل ما وصفه بـ"النزعة الاستعلائية" لبعض الدول الأوروبية، التي تلوّح بفرض عقوبات جديدة، مما يعيد الملف إلى نقطة البداية بدلًا من التقدم نحو حلول عملية.

 

ونوه إلى أن إيران تسعى إلى الدخول في جولة جديدة من المفاوضات، لكنها تشترط أن تكون في أجواء خالية من الضغوط السياسية، معتبرة أن التهديدات الغربية تُقوض فرص التفاهم وتُعيد إنتاج الأزمة بدلًا من حلها.

تم نسخ الرابط