عاجل

توبياس إلوود: لا يمكن معاقبة الفلسطينيين بـ حماس.. واستمرار الحرب يخدم نتنياهو

قطاع غزة - وقف إطلاق
قطاع غزة - وقف إطلاق النار

قال توبياس إلوود، وزير الدولة الأسبق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية البريطانية، إن التحدي الأكبر الذي يواجه الغرب في المرحلة الراهنة يتمثل في الفصل بين الشعب الفلسطيني وحركة حماس. 

مشددًا على أن حماس "ارتكبت خطأً فادحًا"، ولا يمكن أن تقود مستقبل الفلسطينيين، إذ أن معاقبة شعب بأكمله بسبب تصرفات فصيل سياسي أمر يتنافى مع العدالة والمبادئ الإنسانية.

جاء ذلك خلال مداخلة أجراها مع الإعلامية هاجر جلال في برنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، حيث تحدث توبياس إلوود باستفاضة عن الموقف الغربي من الحرب الجارية في غزة، والخيارات المطروحة للتعامل مع الأزمة.

ورقة "ويتكوف" وتعنّت إسرائيل

وعلّق توبياس إلوود على ورقة "ويتكوف" الخاصة بملف تبادل الأسرى، والتي رفضتها إسرائيل مؤخرًا، معتبرًا أن هذا الرفض يعكس حسابات داخلية معقدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فضًلا عن أن نتنياهو ليست لديه مصلحة في إنهاء الحرب في الوقت الحالي، قائلاً: "استمرار الحرب يُبقي الأضواء بعيدة عن أزماته الداخلية، سواء في غزة أو لبنان أو اليمن، وهذا يخدم مصلحته الشخصية والسياسية".

مشيرا إلى أن إسرائيل لا تزال تستخدم الملف الأمني كغطاء لتأجيل أي حلول سياسية جادة، في حين يدفع المدنيون الفلسطينيون الثمن الأكبر نتيجة استمرار العمليات العسكرية دون أفق للحل.

إدارة غزة بعد الحرب

ورأى "إلوود" أن من الممكن التفكير في نقل إدارة قطاع غزة إلى سلطة تكنوقراطية محايدة، تعمل بإشراف دول موقعة على الاتفاقات الإبراهيمية، بحيث يتم استبعاد حركة حماس تمامًا من مرحلة إعادة الإعمار.

وأوضح أن هذا الطرح قد يفتح الباب أمام ترتيبات سياسية أكثر استقرارًا، ويضمن إعادة الإعمار بشكل عادل بعيدًا عن الحسابات الفصائلية، مع التأكيد على ضرورة وجود دعم دولي واسع لإنجاح مثل هذا التوجه.

الدور المصري في الإعمار

ونوّه بالدور المحوري الذي تقوم به مصر في ملف إعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أنها قدّمت خططًا عملية، وأرسلت معدات، وطرحت مقترحات ملموسة على الأرض، مشددًا على أن هذه الجهود اصطدمت برغبة إسرائيل في توسيع نفوذها الجغرافي، خاصة في ضوء تصريحات رئيس وزرائها التي تدعم فكرة ما يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى".

وأكد توبياس إلوود أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي سيعقّد الجهود الإقليمية والدولية، ويزيد من معاناة المدنيين، وهو ما يضع الغرب أمام تحدٍ أخلاقي حقيقي بشأن طبيعة دعمه لتل أبيب.

اختبار أخلاقي للغرب

وفي ختام مداخلته، شدد توبياس إلوود على أن هذه المرحلة تمثل الاختبار الأخلاقي الأكبر للغرب، موضحًا أن "الدعم الغربي لإسرائيل كان قائمًا على كونها دولة ديمقراطية، لكن ما نشهده اليوم يتعارض تمامًا مع المبادئ التي تبنيناها لسنوات".

وحذر من أن استمرار هذا المسار سيؤدي إلى تآكل الدعم الأوروبي لإسرائيل تدريجيًا، مؤكدًا أن السياسات الإسرائيلية الحالية تضع الغرب أمام تناقض واضح بين شعاراته حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين ممارساته على أرض الواقع.

تم نسخ الرابط