عاجل

خالد الجندي: أخلاق النبي فوق الوصف البشري ولا يمكن الإحاطة بها |فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

سلط الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الضوء على مكانة وأخلاق النبي محمد ﷺ، مؤكدًا أن شخصية الرسول لا يمكن أن تُحاط بوصف أو تُقاس بحدود بشرية، موضحًا أن من يتأمل في وصف الله عز وجل لنبيه يدرك تمامًا أن البشرية عاجزة عن استيعاب كماله الخُلقي.

وصف الله لنبيه دليل الكمال

وأشار "الجندي" إلى أن الأوصاف تتحدد دائمًا بقدر الواصف، وضرب مثالًا قائلاً: "إذا أخبرك طفل أن شخصًا ما يملك ثروة كبيرة، فقد تتخيل بضعة آلاف، لكن إذا قالها رجل عاقل فقد تتخيل ملايين، الكلمة نفسها، لكن معناها يختلف بحسب قائلها"، ومن هنا، يؤكد أن الأمر أعظم وأجل حين يكون الواصف هو الله سبحانه وتعالى.

وأوضح أن قول الله تعالى في القرآن الكريم: "وإنك لعلى خُلق عظيم" لا يمكن إدراك معناه إدراكًا كاملًا، لأن الوصف صادر عن الله جل جلاله، وعظمة الله مطلقة، ليست كبشرية أو محدودة، وهو ما يجعل الخلق النبوي فوق الوصف البشري.

الإحاطة بالخلق المحمدي

وتابع "الجندي" أن أعظم الكُتاب والأدباء والمفكرين، بل وأفصح البلغاء، عاجزون تمامًا عن تصوير الأخلاق المحمدية كما ينبغي، قائًلا: "أقسم بالله، لا يستطيع أحد من علماء البيان واللسان أو الأدب أن يصف خلق النبي العدنان كما يجب، لأن ما وهبه الله من خلق هو فوق كل طاقة بشرية في الوصف".

وأكد أن النبي محمد ﷺ كان نموذجًا متكاملًا للإنسانية، وأن ما تميز به من صفات لم يكن مجرد خُلق عابر، بل كان تجسيدًا عمليًا لقيم إنسانية وأخلاقية باقية إلى قيام الساعة.

الخلق المحمدي منهج حياة

مشيرا إلى أن الخلق المحمدي لم يكن مجرد خصال شخصية للنبي، بل هو "منهج حياة" ودليل هداية، إذ جعله الله عز وجل درسًا خالدًا للبشرية في كل جانب من جوانبها، مضيفًا أن هذا الخلق العظيم هو النور الذي يهدي الناس إلى الخير، وهو علامة فارقة على الرسالة المحمدية التي بعثت رحمة للعالمين.

كما أردف خالد الجندي أن الالتزام بالأخلاق المحمدية يهون على الإنسان كل صعوبات الحياة، ويمنحه القوة والسكينة لمواجهة التحديات، حيث يصبح الخلق هو الدليل العملي على صدق الإيمان وعمق الرسالة.

الأخلاق أساس الرسالة الإسلامية

ولفت خالد الجندي إلى أن رسالة الإسلام في جوهرها قامت على الأخلاق، حيث قال النبي ﷺ في حديثه الشريف: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وبذلك يصبح الرسول ﷺ قدوة عملية لكل مسلم، ليس فقط في العبادات، بل في المعاملات والسلوك الإنساني اليومي.

وبيّن خالد الجندي أن ما ميّز النبي هو توازن شخصيته بين القائد، والمعلّم، والزوج، والإنسان، حيث جسّد بأفعاله وسلوكه أسمى المعاني التي تجعل من سيرته مدرسة خالدة للأجيال.

<strong>الشيخ خالد الجندي</strong>
الشيخ خالد الجندي

الخلق النبوي درس للأمة

واختتم خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن الأخلاق النبوية ستظل درسًا خالدًا ومصدر إلهام لا ينضب للبشرية، فالنبي محمد ﷺ لم يكن مجرد شخصية تاريخية، بل هو "المثال الكامل" الذي بعثه الله ليكون رحمة وهداية ونورًا للإنسانية.

وشدد خالد الجندي على أن دراسة الأخلاق النبوية ليست ترفًا فكريًا أو موضوعًا وعظيًا فقط، بل هي ضرورة حياتية لكل مسلم يريد أن يحيا حياة كريمة، وأن يسهم في بناء مجتمع متماسك قائم على الرحمة، والعدل، والصدق، والإحسان.

تم نسخ الرابط