خالد الجندي يحذر من أمر خطير بخصوص السنة النبوية الشريفة

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على خطورة فهم بعض الآيات القرآنية بشكل ناقص أو مغلوط، مشيراً إلى أن آية سورة الأحزاب: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، من أكثر الآيات التي لم تُفهم على وجهها الصحيح.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن الآية الكريمة تضمنت أمرين واضحين، هما الصلاة على النبي ﷺ والسلام عليه تسليماً، مبيناً أن السلام هنا لا يعني مجرد التحية أو المصافحة، وإنما يعني الاستسلام والانقياد الكامل لما جاء به رسول الله ﷺ، مصداقاً لقوله تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ".
وأضاف أن طاعة الرسول ﷺ لا تنفصل عن طاعة الله سبحانه وتعالى، مستشهداً بقوله تعالى: "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ"، مؤكداً أن هذه الطاعة ليست تشبيهاً أو تمثيلاً، بل هي تحقيق مباشر وصريح، وأن مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم مستمدة من وحي الله تعالى إليه، لقوله سبحانه: "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ".
وأشار الجندي إلى أن هذا الفهم الصحيح يُظهر عظمة مقام النبي ﷺ ووجوب التسليم لأوامره كما نسلم لأوامر رب العالمين، محذراً من محاولات البعض الانتقاص من مكانة السنة النبوية أو التشكيك في حجيتها.
https://youtu.be/oVepgONj7XE?si=mCcCJMKuWIGGY---
«ده نبي وإحنا مش أنبياء».. الجندي يرد على مزاعم عدم تقليد الأنبياء
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء في صورة بشرية كاملة، وجعلهم معصومين من الأخطاء، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.
لعلهم يفقهون
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاحد: "آدم عليه السلام حين أخطأ كان ذلك في إطار النسيان، والنسيان لا يُحسب من الخطايا، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾. وكذلك يونس عليه السلام حين خرج ﴿فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾، أي لن نُضيّق عليه، وليس المعنى العجز عن القدرة".
وتابع: "أما في حادثة (عبس وتولى) فلم يكن النبي ﷺ مخطئًا، وإنما كان ذلك خلاف الأولى، ولذلك قال تعالى في السورة: ﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ﴾، فالمعنى هنا ليس توبيخًا وإنما تذكرة".
فهم اللغة العربية على الوجه الصحيح
وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى أن علماء اللغة والتفسير قدموا تخريجات دقيقة ولطيفة لمثل هذه المواضع، موضحًا أن الأمر يحتاج إلى دراية واسعة باللغة العربية لفهمها على الوجه الصحيح.
محض افتراء
وأضاف الجندي: "أما ما يُقال عن سيدنا يوسف عليه السلام في قضية الفاحشة، فهو محض افتراء. يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم – يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام – لم تحدثه نفسه بالفاحشة قط، فقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ لا يعني زنا ولا حتى خاطر زنا، وإنما همَّ بدفعها عنه، بينما همَّت هي بجذبه إليها. والقول بخلاف ذلك حرمان من العلم".
صاحب الكمال البشري
وقال: "صلوات الله وسلامه على أصحاب الكمالات البشرية، وعلى صاحب الكمال البشري المطلق، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".