عاجل

"الأوبرا المصرية تحيي تراث كوكب الشرق في حفل كلثوميات بالإسكندرية 18 سبتمبر"

أم كلثوم
أم كلثوم

تستعد دار الأوبرا المصرية لتنظيم أمسية غنائية مميزة تحمل اسم "كلثوميات"، وذلك يوم 18 سبتمبر الجاري على خشبة مسرح أوبرا الإسكندرية في تمام الساعة الثامنة مساءً.

ويشارك في الحفل نخبة من نجوم فرقة أوبرا القاهرة، حيث يقدمون باقة من أروع أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، التي شكلت جزءًا أصيلاً من الوجدان العربي والمصري على مر العقود. 

ويأتي هذا الحفل ضمن سلسلة حفلات "كلثوميات" التي تحرص الأوبرا على إقامتها بشكل دوري تخليدًا لذكرى سيدة الغناء العربي وإحياءً لتراثها الفني الذي لا يزال حاضرًا بقوة حتى اليوم.

فعاليات الاحتفال

وتسعى دار الأوبرا المصرية من خلال هذه الحفلات إلى تعريف الأجيال الجديدة والشباب بتراث أم كلثوم الغنائي، باعتباره أحد أهم ملامح الهوية الثقافية والفنية في مصر والعالم العربي، حيث تعاونت كوكب الشرق مع كبار الشعراء والملحنين وقدمت أعمالًا خالدة مثل "أنت عمري"، "الأطلال"، "ألف ليلة وليلة"، "وللصبر حدود"، وغيرها من الروائع التي لا تزال ترددها الأجيال جيلاً بعد جيل.

يذكر أن اسم أم كلثوم الحقيقي هو فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، وُلدت في محافظة الدقهلية عام 1898، وبدأت مشوارها الفني مبكرًا حينما اصطحبها والدها للغناء في الموالد والأفراح الشعبية. وقد أبهرت الحضور بقوة صوتها وجمال أدائها وهي طفلة لم تتجاوز الثانية عشرة، حيث كانت تغني مرتدية العقال وملابس الأولاد. وقد تنبأ لها الكثيرون بمستقبل كبير بعد أن استمع إليها القاضي علي بك أبو حسين، الذي أوصى والدها بالاعتناء بها، كما تبناها فنيًا كل من الشيخ أبو العلا محمد والشيخ زكريا أحمد، لتكون تلك الخطوة بداية رحلة المجد الفني.

انتقلت أم كلثوم إلى القاهرة عام 1922 لتبدأ مشوارها الاحترافي، وشكلت أول تخت موسيقي خاص بها عام 1926. وكانت انطلاقتها الكبرى عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامي الذي كتب لها ما يقرب من 137 أغنية، ثم تعاونت مع الموسيقار محمد القصبجي الذي صاغ لها أولى الألحان الحديثة. وفي عام 1928، قدّمت مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الآسية" الذي منحها شهرة واسعة، قبل أن تدخل عالم السينما وتشارك في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932. ومع تأسيس الإذاعة المصرية عام 1934، أصبحت أول فنانة يغني صوتها عبر أثيرها، مما ساعد على انتشارها في كل بيت عربي.

وعلى مدار مسيرتها، شاركت أم كلثوم في عدد محدود من الأفلام، لكنها سرعان ما تفرغت للغناء فقط، لتبني مجدها من خلال الحفلات الشهرية التي كانت تُذاع مباشرة، ويتابعها الملايين من المحيط إلى الخليج. وقدمت خلال تلك الفترة العديد من الأغاني الوطنية التي ارتبطت بالوجدان المصري والعربي، لتصبح رمزًا للفن والطرب الأصيل.

وفي سبعينيات القرن الماضي، تعرضت كوكب الشرق لأزمة صحية بسبب معاناتها من التهاب حاد في الكلى، ما اضطرها للسفر إلى لندن للعلاج. لكنها لم تستطع مواصلة العطاء، لترحل عن عالمنا في 3 فبراير 1975، تاركة خلفها إرثًا فنيًا عظيمًا لا يزال حاضرًا في الذاكرة الفنية حتى يومنا هذا.

وبإقامة حفلات "كلثوميات"، تؤكد دار الأوبرا المصرية أن أعمال أم كلثوم ستظل جسرًا يربط بين الماضي والحاضر، وأن صوتها الخالد سيبقى شاهدًا على عظمة الفن المصري وقدرته على تخطي حدود الزمن.

 

تم نسخ الرابط