ثروت الخرباوي: الإخوان زرعوا شعور الدونية والانضباط الأعمى في أعضائهم|فيديو

قال الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن جماعة الإخوان اعتمدت منذ تأسيسها على خلق شعور بالدونية لدى أعضائها، مؤكدًا أن الانضباط الأعمى كان شرطًا للانتماء إلى الجماعة.
الانضباط الأعمى في الجماعة
وأضاف ثروت الخرباوي، خلال لقاءه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية: "الشعور بالدونية كان أول ما يتم زرعه في العضو الجديد، بحيث يصبح مستعدًا لقبول أي قرار يصدر عن المرشد دون اعتراض، حتى لو كان مخالفًا لما يعتقده أو يشعر به."
وأوضح ثروت الخرباوي أن هذه الطريقة تجعل الفرد يرى نفسه أقل من القيادات، بما في ذلك المرشد، ويقبل أن يكون مجرد أداة تنفذ القرارات، منوهًا إلى أن القيادات كانت تستخدم تعابير صارمة مثل: "أنت بين يدي المرشد كالميت بين يدي من يغسله، يقلبه كيف يشاء"، لتأكيد سيطرة الجماعة المطلقة على أعضاءها.
العقل المقموع والانصياع
وأشار ثروت الخرباوي إلى أن مصطفى مشهور، أحد كبار قيادات الإخوان، كان يوجه الأعضاء الجدد قائلاً: "إذا دخلت الجماعة فاخلع عقلك ونعلك، العقل ليس له مكان هنا"، مؤكّدًا أن الهدف من هذه العبارة هو إخضاع العضو بالكامل لسلطة الجماعة، متابعًا: "الفرد الذي يحاول الاعتماد على فهمه الشخصي أو الانفصال عن الجماعة يُنظر إليه على أنه صفو أسوأ من قدر الجماعة، ويعتبر غير ملتزم بالصف الموحد."
وأوضح ثروت الخرباوي أن هذه الآليات النفسية تهدف إلى تعزيز شعور العضو بأن من هم أعلى منه في الجماعة يعرفون ما لا يعرفه، ويبررون أي قرارات غير مفهومة بالنسبة له، وهو ما يزيد من سيطرة القيادة على الأفكار والسلوك.
الانصياع الإجباري والتأثيره
وأكد ثروت الخرباوي أن هذه الثقافة أوجدت نظامًا داخليًا يجعل أعضاء الجماعة يشعرون بأن أي خروج عن تعليمات المرشد هو خروج عن "الصف الموحد"، قائًلا: "حين التقيت بمامون الهضيبي، قال لي عبارة كنت أحفظها: حسن البنا قال إننا جماعة نقف في صف واحد، فإذا خرج واحد لن يقول الناس خرج واحد، بل سيقولون صف أعوج، وأنت لا ترضى أن نكون صف أعوج."
وأشار ثروت الخرباوي إلى أن هذه الفكرة كانت الأساس في فرض الانضباط الكامل، حيث لا يُسمح لأي عضو بممارسة أي استقلالية أو اتخاذ أي قرار بمفرده، حتى لو كان لصالح الجماعة أو المجتمع.
التمييز بين الأعضاء والقيادة
وأكد ثروت الخرباوي أن الجماعة كانت تعمل على تعزيز الفوارق بين العضو العادي والقيادات العليا، حيث يشعر العضو بأن من هم أعلى منه يعرفون كل شيء ولا يمكن التشكيك في آرائهم، متابعًا: "يتم تبرير هذا النظام بأنهم يجلسون في الأعلى ويرون مساحة واسعة لا يراها العضو العادي، ما يجعلهم وحدهم القادرين على اتخاذ القرارات."
وأوضح ثروت الخرباوي أن هذا الهيكل النفسي ساهم في خلق ولاء أعمى للقيادة، وجعل الأعضاء يقبلون تعليمات الجماعة حتى لو كانت تتعارض مع قيمهم الشخصية أو مصالحهم الحقيقية.

الانضباط والصف الموحد
واختتم ثروت الخرباوي بالتأكيد على أن فكرة "الصف الموحد" كانت أساس العمل داخل الجماعة، بحيث يعتبر أي خروج عن تعليمات الجماعة خروجًا عن الجماعة نفسها، قائًلا: "حتى إذا كان العضو يعمل بحرية روحية ودينية أو يشعر بالاستقلالية في حياته، فإن الجماعة تسعى دائمًا لإدخاله ضمن الصف الموحد، حتى لو تسبب ذلك في كدر نفسي أو ضغط عليه."
وشدد ثروت الخرباوي على أن هذه السياسات النفسية أسست لنظام داخلي صارم، يربط الولاء الكامل للمرشد بالانضباط والطاعة المطلقة، وهو ما يفسر استمرار الجماعة في السيطرة على أعضائها رغم مرور عقود على تأسيسها.