عاجل

بعد التصعيد الأخير.. هل اخترقت إسرائيل الحوثيين في اليمن استخباراتياً؟

جانب من اجتماع
جانب من اجتماع

في هجوم هو الأكثر تصعيداً منذ بدء التصعيد بين الحوثيين في اليمن والاحتلال الإسرائيلي، استطاعت إسرائيل عبر عدد من الغارات الجوية المركزة التي تم تنفيذها تباعاً في 28 أغسطس 2025، اغتيال رئيس الحكومة التابعة للتنظيم اليمني أحمد غالب الرهوي مع عدد من  الوزراء، بما جعل من هذا الهجوم هو الأكثر استثنائيةً بالنسبة لإسرائيل تجاه الحوثيين منذ بدء التصعيد، نتيجة لطبيعة المُستهدف والنتائج التي حققتها العملية، فضلاً عن كونها إيذاناً ببدء إسرائيل في تنفيذ “خطة اغتيالات” هدفها إضعاف التنظيم، بالإضافة لتساؤلات مهمة تطرحها العملية بخصوص مدى قدرة إسرائيل على تحقيق اختراق استخباراتي للحوثي، أيضاً تُثار تساؤلات بخصوص تداعيات هذه العملية على مسار التصعيد بين الجانبين إجمالاً والخيارات الحوثية للتعامل معه.

أولاً: دلالات العملية الإسرائيلية الأخيرة:

ووفقًا للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، رغم أن إسرائيل أطلقت على العملية الأخيرة التي نفذتها في اليمن مسمى “عملية قطرة الحظ” في إشارة ذات دلالة رمزية، حيث سعت إسرائيل إلى التأكيد على أن العملية استهدفت قيادات حوثية، وفي الوقت نفسه فإن إطلاق هذا المسمى يرفع الحرج عن دولة الاحتلال حال عدم تحقيق العملية لأهدافها المرجوة، إلا أن نتائج العملية تعكس بدرجة كبيرة وجود تخطيط مسبق ودقيق لها، ما جعلها واحدة من أهم العمليات الإسرائيلية تجاه الحوثيين، ويطرح توقيتها وطبيعة النتائج الخاصة بها مجموعة من الدلالات المهمة، التي يمكن تناولها في ضوء الآتي:

1- البدء في تنفيذ “خطة الاغتيالات”:  تُشير العملية الإسرائيلية الأخيرة وطبيعة النتائج التي تمخضت عنها من حيث اغتيال العديد من أفراد الحكومة الحوثية في اليمن، إلى شروع إسرائيل في مرحلة جديدة من الصراع والتصعيد مع الحوثيين، والتحرك لاستنساخ نموذج حزب الله اللبناني في الحالة اليمنية، مع تقدير الخلافات بين الساحتين اللبنانية واليمنية، إلا أن إسرائيل بدأت في التركيز على استهداف مستويات قيادية خاصة بتنظيم الحوثي في اليمن، وهو مستوى نوعي من التصعيد الإسرائيلي، ويبدو أنه جاء بالاتفاق بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل، بمعنى أدق بدأت إسرائيل في تنفيذ “خطة الاغتيالات” في اليمن، بما يعني أن مسار التصعيد الإسرائيلي تجاه الحوثيين سوف يستمر في التصاعد على المدى القريب، خصوصاً مع التصريحات الإسرائيلية الخاصة بوجود بنك أهداف في اليمن.

2- اختراق استخباراتي للحوثيين:  تؤكد العملية الإسرائيلية الأخيرة على حدوث اختراق استخباراتي وانكشاف على المستوى العملياتي بدرجة أو بأخرى للحوثيين بالنسبة لإسرائيل، وهذا الأمر مرجعه بعض الافتراضات الرئيسية، وأولها أن إسرائيل نجحت عبر المسارات الاستخباراتية والمعلوماتية التي تبنتها في الآونة الأخيرة في تحقيق اختراق استخباراتي كبير بالنسبة لتنظيم الحوثي في اليمن، وثانيها أن إسرائيل ربما تعاونت في سبيل تحقيق هذا الاختراق مع بعض الأطراف المحلية أو الإقليمية أو الدولية التي لها مصلحة في إضعاف الحوثي.

3- اعتماد إسرائيل على عنصر المباغتة:  كان لافتاً أن إسرائيل نفذت هذه الهجمات بالتزامن مع الكلمة الأسبوعية لزعيم التنظيم اليمني عبد الملك الحوثي، والتي تمت إذاعتها على شاشة قناة “المسيرة” التابعة للتنظيم اليمني، واستمر لأكثر من ساعة تقريباً، وقد حمل ذلك بعض الدلالات المهمة، خصوصاً ما يتعلق بالسعي لاستغلال الانشغال بمتابعة كلمة “الحوثي”، وهذا بُعد عملياتي، لكن العملية حملت بعداً رمزياً وسياسياً مهماً من حيث تزامنها مع كلمة “الحوثي”، بمعنى أن إسرائيل سعت بالتزامن مع خطاب “الحوثي” الذي أكد فيه على استمرار هجمات الإسناد إلى غزة، إلى التأكيد على التكلفة الكبيرة لهذا الخيار الحوثي، وأن هجماتها على مناطق سيطرة الحوثيين سوف تتصاعد، وأن بنك الأهداف سوف يتوسع تدريجياً.

كذلك لا يُستبعد في هذا السياق أن يكون التدفق المعلوماتي وكثرة التحليلات من قبل مراكز أبحاث وصحف إسرائيلية من حيث الترويج لسردية عدم امتلاك معلومات استخباراتية كافية عن الحوثيين، هو أحد وسائل التضليل التي تُمارس ضد قيادات الحوثيين، لتهيئة الأجواء لاستهداف هذه القيادات.

4- استعداد إسرائيلي منذ فترات للعملية:  يمكن القول إنه في ضوء العديد من المؤشرات، فإن إسرائيل بدأت في الترتيب والاستعداد لهذه العملية الأخيرة والنوعية ضد الحوثيين منذ أشهر، ويُمكن الاستدلال على ذلك من خلال مجموعة من المؤشرات الرئيسية، حيث كان العديد من المسؤولين الإسرائيليين قد أشاروا في تصريحات متفرقة على مدار الأشهر الأخيرة إلى أولوية العمل الاستخباراتي لبناء بنك أهداف خاص بالحوثيين في اليمن، كذلك كانت إسرائيل في 10 أغسطس 2025، قد نفذت مناورة مفاجئة حملت اسم “طلوع الفجر”، إذ بدت أقرب إلى محاكاة حرب شاملة منها إلى تمرين روتيني، وقد حملت هذه المناورات رسائل إسرائيلية بالاستعداد لسيناريوهات أكبر للتصعيد في المنطقة، كذلك وفي 19 أغسطس 2025، نفذت إسرائيل تدريبات بحرية في البحر الأحمر، وقد عبرت كل هذه التحركات العسكرية الإسرائيلية، عن التحضير لما هو قادم، وكانت أقرب إلى رسالة مفادها غطرسة القوة، والاستعداد لتصعيد إقليمي متعدد الأبعاد، لكن هذه التحركات أيضاً قُرئت على أنها تعكس توجهاً نحو التركيز على جبهة الحوثيين في اليمن.

5- الرد على التصعيد الحوثي الأخير:  جاء هذا التصعيد الإسرائيلي النوعي كما سبق الإشارة في أعقاب استخدام الحوثيين لصاروخ من نوع “فلسطين 2″، وهو صاروخ يحمل رأساً انفجارياً قابلاً للانشطار، وهو نوع من الرؤوس الحربية التي صُممت لتحدث انفجارات متعددة وتُلحق دمارا واسعا للغاية داخل دائرة الاستهداف، بما عبر عن تحول نوعي في أدوات المواجهة التي توظفها الجماعة اليمنية، بما يرفع تكلفة التصعيد بالنسبة لإسرائيل، ومع هذا التحول كانت إسرائيل في حاجة إلى تصعيد نمط وطبيعة عملياتها ضد الحوثيين، بما يحفظ ماء الوجه، وبما يحافظ على نمط قواعد الاشتباك، وبما يضمن استعادة الردع تجاه التنظيم.

6- سياق إقليمي مضطرب:  ليس من قبيل المصادفة تنفيذ العملية الإسرائيلية الأخيرة في اليمن، في خضم حالة من تصاعد الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، والمؤشرات على استعداد إسرائيل للمزيد من التصعيد في المنطقة، حيث تنامي التصعيد الحوثي وعودة استهداف السفن في البحر الأحمر، فضلاً عن موافقة المستوى السياسي في إسرائيل على خطط احتلال قطاع غزة، وبالتزامن احتمالية التوجه نحو ضم الضفة الغربية، والتطورات التي يغلب عليها التوتر المرتبطة بالملف الإيراني، وتنامي احتمالية وتقديرات عودة استهداف إيران، فضلاً عن تفعيل الدول الغربية آلية “سناب باك” للضغط على إيران، كذلك لا يُمكن قراءة هذه العملية بمعزل عن ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية من أجل نزع سلاح حزب الله اللبناني، كجزء من استراتيجية الرامية إلى تقليم الأظافر الإيرانية بالمنطقة، لكن هذه الاستراتيجية تختلف من حيث أدواتها وفق كل حالة.

ومع طرح فرضية وجود اختراق استخباراتي للحوثيين في إطار المعطيات السابقة من المهم الإشارة إلى مجموعة من المؤشرات التي تعبر عن واقعية طرح الاختراق الاستخباراتي وهو ما يمكن تناوله في ضوء النقاط التالية:

من المهم الإشارة إلى أن أحد أوجه الانتقاد الرئيسية من قبل بعض الدوائر الإسرائيلية للمستوى الأمني والسياسي في إسرائيل كانت ترتبط إلى حد كبير بسردية عدم فاعلية هذه الهجمات، لاعتبارات مرتبطة بالقصور الاستخباراتي الإسرائيلي في مواجهة الحوثيين، وعدم قدرة هذه العمليات على تحقيق الردع المطلوب تجاه التنظيم اليمني، وبالتالي فإن أحد الافتراضات المطروحة في هذا السياق تتمثل في أن إسرائيل عملت خلال الآونة الأخيرة على تعزيز قدراتها الاستعلامية والاستخباراتية فيما يتعلق بجماعة الحوثي، سواءً عبر توظيف التكنولوجيا المتقدمة لدى إسرائيل أو عبر السعي لخلق عناصر بشرية تخدم هذه الأهداف الاستخباراتية الإسرائيلية، خصوصاً على مستوى بناء بنك الأهداف الخاص بالهجمات الإسرائيلية.

أحد الافتراضات المطروحة في إطار تفسير الهجوم الإسرائيلي الأخير، تتمثل في أن تنظيم الحوثي، ومع الفشل الإسرائيلي في تحقيق اختراق استخباراتي على غرار حالة حزب الله اللبناني، قد أغفل بعض الجوانب الاستخباراتية المهمة، ما أدى إلى حالة من الانكشاف النسبي أمام التحركات الإسرائيلية.

كانت تقارير لبنانية قد أشارت في 10 يونيو 2025، إلى إعلان السلطات اللبنانية إلقاء القبض على قيادي حوثي مقرب من عبدالملك الحوثي يعمل لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، ما يعني عملياً وجود احتمال تعاون بعض العناصر البشرية مع إسرائيل في هذا الإطار.

كانت تقارير يمنية قد أشارت في منتصف يونيو 2025، إلى أن العاصمة اليمنية صنعاء شهدت اختراقاً استخباراتياً بالغ الخطورة بعد أن تمكن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” من التسلل إلى جلسة نسائية خاصة بزوجات قيادات حوثية بارزة، كانت تُقام في إطار اجتماعي لتناول “القات”، ما أدى إلى تسريب معلومات شديدة الحساسية حول مواقع سرية تابعة للميليشيا، وكشفت التقارير اليمنية أن جلسة القات التي ضمت عدداً من زوجات القيادات الحوثية إضافة إلى عناصر من جهاز “الزينبيات” الأمني النسائي، تحولت إلى فخ استخباراتي بعد أن فقدت بعض الحاضرات السيطرة على أحاديثهن تحت تأثير القات، ما كشف عن تفاصيل عملياتية ومواقع عسكرية مهمة.

نشرت صحيفة “اندبندنت عربية” تقريراً مفصلاً في 30 ديسمبر 2024، أشارت فيه إلى أن إسرائيل بدأت في تغيير استراتيجيتها تجاه الحوثيين في اليمن، وضمن ما وضعته إسرائيل من نشاطات لتحقيق ردع تجاه الحوثيين وضمان نجاح تحقيق أهداف معركتها أربعة محاور رئيسة أولها تسريع عمليات جمع المعلومات من قبل مختلف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن الحوثيين، وثانيها خلق مجال جديد من الخبرة في اليمن، خصوصاً ما يتعلق بالحوثيين ووجودهم، ثم ثالثاً إنشاء شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي وحدة مستقلة لتجميع المعلومات ورصد تحركات ونشاطات للحوثيين بما في ذلك جمع المعلومات بمساعدة جيوش وأجهزة استخبارات أجنبية لها مصلحة مشتركة ضد الميليشيات، وأخيراً إنشاء تحالف أوسع بكثير من التحالف الحالي ضد الحوثيين، وذلك عبر تعزيز ومضاعفة الهجمات ضد البنى التحتية الوطنية في اليمن، والبنى التحتية التي تدعم التنظيمات المسلحة في هذا البلد.

ثانياً: التداعيات على مسار التصعيد:

كما سبق الإشارة يمثل الاستهداف الإسرائيلي الأخير نقلة نوعية في مسار المعارك الإسرائيلية الحوثية، وهو أمر سيكون له انعكاساته على مسار التصعيد بين الجانبين على المدى المنظور، وفي هذا السياق يُطرح مجموعة من السيناريوهات الرئيسية:

أولاً-  سيناريو ارتفاع وتيرة التصعيد: يفترض هذا السيناريو ارتفاع وتيرة التصعيد بين الحوثيين من جانب وإسرائيل من جانب آخر، على المستوى الكمي والكيفي، بمعنى إقدام إسرائيل على المزيد من الاستهدافات لقيادات حوثية، بهدف إضعاف التنظيم، مع توسيع الحوثيين هجماتهم في البحر الأحمر، واستعمال المزيد من الأسلحة الفاعلة في إطار الهجمات على إسرائيل، ويستند هذا السيناريو إلى مجموعة من الاعتبارات الرئيسية:

احتمالية عودة الولايات المتحدة إلى استهداف ومهاجمة الحوثيين، استناداً إلى خرق الحوثي أهم الخطوط الحمراء بالنسبة لواشنطن متمثلاً في استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فضلاً عن تحفيز إسرائيل واشنطن من أجل استئناف الهجمات ضد التنظيم اليمني.

توجه إسرائيل نحو التصعيد على جبهات متعددة، ما يتجسد في الإعلان عن المصادقة على خطط احتلال قطاع غزة، بالتزامن مع تعقد مباحثات وقف إطلاق النار، وكذا الخطط الإسرائيلية الخاصة بضم الضفة الغربية، بالإضافة إلى تنامي المؤشرات على احتمالية عودة التصعيد في الجبهة اللبنانية، وكذا المؤشرات على احتمالية تجدد الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

بعيداً عن ربط الحوثيين وقف تصعيدهم تجاه إسرائيل أو في البحر الأحمر بحرب غزة، فإن الطابع العقائدي والفكري للحوثيين كحركة عسكرية بالأساس يعزز من افتراض التوجه نحو المزيد من التصعيد والتصلب في مواجهة إسرائيل، على اعتبار أن الحركة اليمنية في محصلتها هي نتاج لتداخل أفكار العنف والثورة والتمرد والانتقام والشعور بالمظلومية، بل إن الحركة تنظر إلى هذا التصعيد وغيره من الحروب التي خاضتها باعتبارها نمطاً “تعبدياً”، وهي عوامل بنيوية تدفع التنظيم باتجاه المزيد من التصعيد وربما خوض “معركة كربلائية” تتجاوز فيها أي اعتبارات أو حسابات سياسية.

ثانياً-  سيناريو التهدئة:  ويفترض هذا السيناريو الوصول إلى تهدئة بين الحوثيين وإسرائيل، اقتراناً ببعض المتغيرات التي قد تطرأ على المشهد الإقليمي، على غرار التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وحسم ملف حزب الله اللبناني وسلاحه دونما الوصول إلى نقطة الانفجار، ووصول إيران إلى تفاهمات مع الدول الغربية والولايات المتحدة بخصوص الملف النووي، ما ينفي الذريعة الموجودة لدى الطرفين للاستمرار في التصعيد، لكن هذا السيناريو مستبعد حالياً في ضوء حالة التعقيد التي تطغى على كافة هذه الملفات.

ثالثاً-  سيناريو تحييد جبهة الحوثيين:  ويفترض هذا السيناريو الوصول إلى اتفاق منفصل مع الحوثيين يُنهي التصعيد وانخراط المجموعة اليمنية في جبهة إسناد لقطاع غزة، على غرار وقف إطلاق النار الذي حدث بين حزب الله اللبناني وبين إسرائيل، ويستند هذا السيناريو إلى مجموعة من المحددات الرئيسية، خصوصاً التكلفة الكبيرة للتصعيد الإسرائيلي وربما التصعيد الأمريكي المحتمل ضد الحوثيين، فضلاً عن تقديم بعض الامتيازات والمكاسب للتنظيم اليمني على مستوى الداخل، وضمانات أمنية خاصة بعدم الاستهداف الإسرائيلي، فضلاً عن رغبة إسرائيل في تكريس الجهد الحربي الخاص بها في قطاع غزة في إطار خطط احتلال القطاع مرة أخرى.

ختاما؛  يمكن القول إن الهجوم الإسرائيلي الأخير ضد تنظيم الحوثي في اليمن كان الأكثر فاعلية واستثنائية على مستوى الهجمات الإسرائيلية الممتدة ضد التنظيم، على اعتبار الخسائر والنتائج الكبيرة التي ترتبت عليه، لكن هذا الهجوم وفي ضوء العديد من المعطيات والمؤشرات المرتبطة بالطبيعة العقائدية والفكرية للحوثيين، فضلاً عن السياق الإقليمي الراهن، يدفع باتجاه المزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.

تم نسخ الرابط