«قمة شنغهاي».. ليو شو: بكين تؤكد قدرتها على جمع الحلفاء وتعزيز الحوار

أكد الدكتور ليو شو، نائب مدير معهد دراسات آسيا الوسطى، أن قمة منظمة شنغهاي لهذا العام تمثل رسالة استراتيجية مهمة من الصين إلى العالم، حيث تعكس من خلالها بكين قدرتها على توحيد الحلفاء الإقليميين والدوليين تحت مظلة حوار مشترك قائم على التعاون والانفتاح.

وفي مداخلة مع الدكتورة منى شكر ببرنامج العالم شرقا على قناة القاهرة الإخبارية، أوضح ليو شو أن الصين تسعى من خلال هذه القمة إلى تعزيز تحالفاتها على مختلف المستويات، خاصة في مجالات العلاقات الدولية والإقليمية، مؤكدًا أن بلاده تتمتع بشبكة واسعة من الشراكات الاستراتيجية مع الدول الأعضاء، وتسعى إلى توسيع هذه العلاقات لتشمل الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.

منصة للحوار والتعاون

وأشار ليو شو إلى أن قمة شنغهاي ليست مجرد اجتماع بروتوكولي، بل هي منصة رئيسية للحوار المفتوح بين الدول المشاركة، ما يبرز التوجه الصيني القائم على الشراكة المتبادلة والاستثمار المشترك.

وأضاف ليو شو: "نحن لا نركز فقط على الملفات الاقتصادية، بل نحرص أيضًا على لعب دور الوسيط الفاعل في النقاشات الدولية، من خلال فتح قنوات تواصل فعّالة مع مختلف الأطراف، بما يخدم الاستقرار والتنمية العالمية".

توسيع مجالات التعاون

ولفت ليو شو إلى أن القمة هذا العام تمثل فرصة لبحث التعاون في مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد، إضافة إلى تطوير سلاسل القيمة العالمية، بما يعزز الترابط بين الاقتصادات الكبرى والناشئة على حد سواء، مؤكدًا أن الصين حريصة على دفع الحوار نحو إيجاد حلول مشتركة للتحديات الدولية، مثل قضايا الأمن الطاقوي والرقمي، ومواجهة التغيرات المناخية.

وأوضح ليو شو أن بكين تدرك أن التحديات العالمية لم تعد تحتمل الانعزال، بل تتطلب تعاونًا جماعيًا يضمن مصالح جميع الأطراف، وهو ما تسعى المنظمة إلى تحقيقه من خلال آليات عمل متوازنة ومرنة.

دور صيني في النظام الدولي

وأكد ليو شو أن الصين لا تنظر إلى قمة شنغهاي باعتبارها مجرد حدث إقليمي، وإنما كمنصة لتعزيز دورها كفاعل مسؤول في النظام الدولي. فهي، بحسب قوله، تسعى دائمًا إلى الانفتاح والتواصل والحوار متعدد الأطراف، بما يرسخ مكانتها كقوة تدفع نحو الاستقرار العالمي.

وأضاف ليو شو أن مشاركة الصين النشطة في القضايا الدولية تعكس التزامها بمبدأ الشراكة لا الهيمنة، مشيرًا إلى أن بكين تريد أن تكون حاضرة بقوة في صياغة مستقبل النظام الدولي، ولكن من خلال التعاون المشترك لا عبر فرض الشروط.

بناء شراكات استراتيجية أوسع

واختتم ليو شو حديثه بالتأكيد على أن الصين من خلال قمة شنغهاي ترسل رسالة واضحة إلى العالم مفادها أنها حريصة على بناء شراكات طويلة الأمد، لا تقتصر على الاقتصاد فحسب، بل تشمل ملفات الأمن والسياسة والثقافة والتكنولوجيا.

وذكر ليو شو أن بكين تؤمن بأن الحوار والانفتاح هو السبيل الأمثل للتعامل مع التحديات العالمية، وأن قمة شنغهاي تمثل دليلًا عمليًا على هذا التوجه، بما يعزز حضور الصين كقوة سلام وتنمية في الساحة الدولية.