عاجل

بعد رفض تأشيرة وفد فلسطين.. أشرف سنجر: قرار غريب يفتقد للأعراف الدبلوماسية

دولة فلسطين - الأمم
دولة فلسطين - الأمم المتحدة

علق الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسات الدولية، على بيان اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة والتي أعربت عن استنكارها الشديد لقرار وزارة الخارجية الأمريكية برفض منح تأشيرات الدخول للوفد الفلسطيني، الذي كان من المقرر أن يشارك في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وفي بيان مشترك، دعت اللجنة الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في القرار والتراجع عنه فورًا، مؤكدة أن هذا السلوك يتعارض مع الالتزامات الدولية، ويقوض فرص الحوار البنّاء والدبلوماسية التي تمثل جوهر عمل المنظمة الأممية.

الحوار البنّاء والدبلوماسية

ووصف "سنجر"، في مداخلة هاتفية مع برنامج "اليوم" المذاع عبر قناة "دي إم سي"، الموقف الأمريكي بأنه غريب، خاصة أن الولايات المتحدة باعتبارها الدولة المستضيفة لمقر الأمم المتحدة لا ينبغي لها منع الوفود الرسمية من المشاركة في فعاليات المنظمة الدولية.

وأوضح أن ما جرى أثار استغراب العديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا ولوكسمبورغ، فضلًا عن منظمة التعاون الإسلامي والمجموعة الوزارية العربية، معتبرًا أن القرار يوجه ضربة قوية لمصداقية واشنطن كدولة ترعى الحوار الدولي.

فقدان واشنطن لدور الوسيط 

وأشار أستاذ السياسات الدولية، إلى أن هذا التصرف يعكس فقدان الولايات المتحدة للقناع الذي ارتدته لسنوات، وهو قناع الوسيط الراغب في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحًا أن القرار الأخير يكشف بوضوح انحيازها التام لإسرائيل.

وأضاف أن السياسة الأمريكية منذ نشأة الاحتلال الإسرائيلي قائمة على تقديم دعم غير مسبوق لتل أبيب، سواء من خلال الدعم العسكري أو عبر الضغط السياسي داخل أروقة مجلس الأمن والبيت الأبيض، معتبرًا أن هذا النهج بات أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.

دعم أمريكي متجذر لإسرائيل

ولفت "سنجر" إلى أن النفوذ الإسرائيلي متغلغل في مؤسسات صنع القرار الأمريكية، سواء عبر نفوذ اللوبي الإسرائيلي داخل الكونغرس أو من خلال بعض السياسيين في الإدارات المتعاقبة للبيت الأبيض.

وأكد أن هذا الدعم يظهر جليًا في مواقف الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن الدولي، حيث تُفشل واشنطن باستمرار أي قرار يدين الاعتداءات الإسرائيلية أو يدعو إلى حماية المدنيين الفلسطينيين.

قيام الدولة الفلسطينية 

ورغم التعقيدات السياسية، شدد أشرف سنجر على أن هذه الإجراءات لن تحول دون تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة، معتبرًا أن اعتراف دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا بالدولة الفلسطينية سيشكل ضغطًا هائلًا على واشنطن وتل أبيب.

وقال أشرف سنجر: "قيام الدولة الفلسطينية لن يُوقفه قرار إداري بمنع وفد من دخول الأمم المتحدة، بل إن هذا الحلم يزداد رسوخًا في ظل الدعم الدولي المتنامي والالتفاف الشعبي حول القضية".

إسرائيل تواصل التوسع

وكشف أستاذ السياسات الدولية، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر عقد اجتماعًا لمناقشة خطط عسكرية للسيطرة على مدينة غزة، متجاهلًا تمامًا ملف المحتجزين، في خطوة تعكس الأولوية الإسرائيلية للتمدد العسكري على حساب أي التزامات إنسانية أو سياسية.

وأشار إلى أن بعض المسؤولين الإسرائيليين لا يترددون في إطلاق تصريحات استفزازية، مثل ما صدر عن وزير الكهرباء الذي هدد باحتلال كامل الضفة الغربية في حال الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، وهو ما يثبت أن النوايا الإسرائيلية تتجه نحو التوسع لا السلام.

<strong>الدكتور أشرف سنجر </strong>
الدكتور أشرف سنجر 

فلسطين ستظل قائمة 

واختتم أشرف سنجر تصريحاته بالتأكيد على أن كل محاولات الاحتلال، مهما بلغت قسوتها أو تلقت من دعم خارجي، لن تنال من القضية الفلسطينية، مضيفًا: "فلسطين ستظل حية في ضمير العالم، ولن يستطيع أي مخطط أن يطمس حق شعبها في الحرية والاستقلال".

وشدد على أن الموقف العربي والإسلامي الداعم لفلسطين يجب أن يتواصل ويتصاعد، مشيرًا إلى أن القرار الأمريكي الأخير لا يضعف القضية بل يعري واشنطن أمام المجتمع الدولي، ويؤكد أن الطريق إلى إقامة الدولة الفلسطينية سيظل مفتوحًا مهما كانت العراقيل.

تم نسخ الرابط