خسارة الأهلي امام بيراميدز ليست مجرد ثلاث نقاط ضائعة بالنسبة لجماهير الفريق لكنها جرس انذار قوي ورسالة واضحة لا تحتمل التأويل. جمهور الاهلي الذي اعتاد دائما على رؤية فريقه في القمة لم يتقبل على الاطلاق الهزيمة الاخيرة خاصة ان الاداء لم يكن على قدر الحدث. فالهزيمة واردة في كرة القدم لكن ان تخسر دون روح ودون قتال ودون خطة واضحة فهذا ما لا يمكن ان يتسامح معه عشاق القلعة الحمراء.
الاهلي مع المدير الفني الاسباني خوسيه ريبيرو لا يبدو فريقا يمتلك شخصية بطل. فبعد اربع مباريات في الدوري لم يحقق سوى فوز وحيد وتعادل مرتين ثم جاءت خسارة بيراميدز لتكشف العيوب بشكل صارخ. الفريق لا يلعب باسلوب محدد ولا يظهر بروح الانتصار التي طالما ميزت الاهلي ولا يملك حتى التشكيل الثابت الذي يمنح اللاعبين الانسجام اللازم. كل شيء متذبذب ومرتبك بدءا من اختيارات اللاعبين وصولا الى القرارات الفنية داخل المباراة.
الامر الذي زاد الموقف سوءا ان الاهلي يمتلك قائمة ذهبية من اللاعبين. في كل مركز يوجد اكثر من اسم قادر على صناعة الفارق ومع ذلك لم يستطع ريبيرو توظيف هذه الامكانيات. ظهر الفريق امام بيراميدز باهتا بلا هوية وكأنه فريق عادي يفتقد للثقة. وهنا شعر الجمهور ان هناك خللا كبيرا في القيادة الفنية وان الفريق يضيع امام اعينهم بسبب غياب الرؤية والخطة الواضحة.
جماهير الاهلي ليست جماهير عادية بل هي الرقم الاصعب في معادلة النادي. ومن المدرجات جاء الحكم القاطع روح يا ريبيرو. الهتاف لم يكن مجرد غضب لحظي بل تعبير عن حالة استياء جماعية من جمهور لا يرضى الا بالاداء المشرف والروح القتالية حتى ان خسر الفريق. اما ان يخسر الاهلي بهذه الطريقة وبهذا التراخي فهذا امر لا يمكن التسامح معه.
التاريخ يؤكد ان الاهلي لا يصبر طويلا على مدرب لا يقدم اوراق اعتماده سريعا. النادي دائما في حاجة لمدير فني يفرض اسلوبا واضحا ويزرع الروح في اللاعبين ويظهر شخصية البطل في كل مباراة.
وريبيرو لم يفعل شيئا من هذا بل على العكس جعل الفريق يبدو اقل من قدراته بكثير. ولو كان الاهلي قد تعاقد مع مدير فني عالمي لكان المشهد مختلفا ولرأينا فريقا يقاتل على كل كرة ويحتل موقعه الطبيعي في صدارة الجدول.
الخلاصة ان صبر الجماهير قد نفد والهتافات التي ملأت المدرجات هي انعكاس حقيقي لحالة عامة. الاهلي لا يملك رفاهية اضاعة المزيد من الوقت او النقاط. واذا اراد النادي انقاذ موسمه مبكرا فعليه ان يتخذ قرارا حاسما قبل ان يتسع الفارق وتضيع المنافسة. وكما قالت الجماهير روح يا ريبيرو فالاهلي اكبر من ان يتحمل تجارب غير محسوبة