خطة إسرائيلية لتهجير مليوني فلسطيني إلى جنوب غزة خلال 20 يومًا

تواصل إسرائيل شن حملات متعددة الأوجه ضد سكان مدينة غزة من غارات مكثفة مع إعلانها أن المدينة منطقة قتال ولا يجوز للمدنيين التواجد فيها، بهدف دفعهم إلى النزوح الجماعي نحو جنوب القطاع، في إطار خطة احتلال شاملة.
وتزعم تل أبيب أنها تسعى إلى إجبار الفلسطينيين على ترك منازلهم دون التسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى، لتفادي زيادة الضغوط الدولية وتعطيل عملياتها، خصوصًا في ظل تهديدات كتائب حماس بأسر أو قتل جنود إسرائيليين جدد، حسب زعمها، رغم أن سلطات الاحتلال تكثف من غاراتها على مدينة غزة لأنها تعلم أن المدنيين لن يتركوا أرضهم إلا من خلال الإرهاب.
حرب نفسية مكثفة
تلعب الحرب النفسية دورًا محوريًا في هذه العملية، حيث تبث وسائل الإعلام العبرية أنباء متكررة عن "النزوح الكبير" المتوقع من غزة إلى الجنوب، متوقعة حركة نزوح واسعة النطاق.
إلا أن مصادر عسكرية عبرية أبلغت صحيفة "يسرائيل هايوم" بأن سكان قطاع غزة حتى الآن يرفضون النزوح، مع تسجيل أعداد قليلة جداً ممن استجابوا لهذه الدعوات، مما يشير إلى أن العملية قد تستغرق وقتًا أطول.
وفيما تتداول منصات عبر "تليجرام" العبرية تسجيلات لمئات الغزيين يفرون جنوبًا باستخدام كافة وسائل النقل الممكنة من سيارات وحيوانات، ينفي شهود عيان من غزة هذه الروايات، مؤكدين أنهم لن يغادروا منازلهم رغم الضغوط، وسيختارون في حال اضطروا للنزوح الاتجاه نحو الغرب لا الجنوب.
تصعيد ميداني وضغوط متزايدة
وفقًا للبيانات العسكرية الإسرائيلية، تكثف القوات خلال الساعات الأخيرة من حملة التجويع والتضييق على سكان المدينة، حيث فجرت خطوط المياه وأوقفت وصول المساعدات.
وفي المقابل، يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن توفير ما وصفه بخدمات إنسانية في الجنوب من مساعدات طبية وغذائية، بالإضافة إلى توفير مستشفيات ومراكز إنسانية وخطوط مياه جديدة.
خطة إجلاء واسعة النطاق
تشير الرسائل المتداولة ضمن الحملة النفسية واللوجستية إلى أن نهاية العملية معروفة، حيث من يهرب مبكرًا سيستفيد، بينما المتأخرون يواجهون خطر الجوع والعطش والقتل في المعارك أو تفجيرات الأحياء، خاصة بعد تدمير حي كامل خلال ثلاثة أسابيع كما تظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة.
وفي تقارير عبرية نشرتها "معاريف" و"واللا" و"يسرائيل هايوم"، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداده لترحيل أكثر من مليوني فلسطيني إلى الجنوب، مع تجهيز البنى التحتية اللازمة لاستقبال النازحين، في إشارة إلى دفعهم نحو الحدود المصرية.
وأفاد مصدر عسكري بأن الفلسطينيين بدأوا بالفعل بالنزوح، مدفوعين بإدراكهم لخطة الاحتلال وعملياتها التمهيدية خلال الأيام الأخيرة.
نحو إجلاء شامل في 20 يومًا
تشير التقديرات إلى إجلاء نحو 10 آلاف شخص حتى الآن، لكن الجيش يخطط لتسريع وتيرة النزوح لاستكمال إخلاء المدينة خلال 20 يومًا.
وتوفر إسرائيل خط مياه جديد يمد السكان بـ15 لترًا من الماء يوميًا، مع إصلاح خطوط المياه من إسرائيل إلى مناطق "بني سهيلا" و"بركة سعيد" جنوب القطاع.
ويشمل الدعم توريد الوقود لتشغيل محطات تحلية المياه وآبارها، وربط محطة تحلية المياه الجنوبية بشبكة الكهرباء.
تعزيز الخدمات الطبية واللوجستية في الجنوب
وبدأت فرق محلية ودولية إعادة تشغيل المستشفى الأوروبي جنوب القطاع، وتم إدخال أكثر من ألف طن من المعدات الطبية والأدوية خلال الأسبوعين الماضيين، إلى جانب نقل المجمعات الطبية من شمال القطاع إلى الجنوب.
كما تم تجهيز أكثر من 3 آلاف خيمة عائلية ومخيمات مؤقتة بالتعاون مع منظمات دولية، حيث تستعد إسرائيل لفتح مراكز جديدة لتوزيع المساعدات.
وتشمل الاستعدادات إدخال نحو 400 شاحنة يوميًا إلى جنوب القطاع، 80% منها تحمل أغذية والباقي أدوية ومعدات ومواد خدمية، ضمن خطة متكاملة لضمان استمرار الدعم اللوجستي للفلسطينيين الذين يُجبرون على النزوح.