المغرب يكتب التاريخ.. خمسة ألقاب قارية في عامين وإنجازات عالمية غير مسبوقة
نجح المنتخب المغربي للمحليين في التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا للمحليين (CHAN) بعد الفوز المثير على مدغشقر في المباراة النهائية بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليضيف إنجازًا جديدًا إلى سلسلة النجاحات التاريخية التي حققتها الكرة المغربية في مختلف الفئات السنية والأنشطة الكروية خلال العامين الماضيين.
هذا التتويج هو الثالث في تاريخ منتخب المحليين، لكنه الأهم من حيث التوقيت، إذ جاء ليكمل عقد الإنجازات القارية، ويرفع رصيد المغرب إلى خمسة ألقاب قارية في أقل من عامين.
خماسية ذهبية في عامين
لم يقتصر الإنجاز المغربي على لقب المحليين فحسب، بل سبقته سلسلة ألقاب قارية رسخت مكانة أسود الأطلس كقوة كروية شاملة، فقد تُوج منتخب تحت 23 عام بلقب كأس الأمم الأفريقية على أرضه عام 2023 بعد التفوق على مصر في نهائي مثير، بينما حقق منتخب تحت 17 عام لقبه الأول في تاريخه عام 2025 بعد الفوز على مالي بركلات الترجيح.
وإلى جانب ذلك، واصل منتخب كرة الصالات هيمنته على القارة بعدما حسم لقب أمم أفريقيا داخل القاعات على حساب أنغولا، قبل أن تلحق به سيدات كرة الصالات بتتويج تاريخي في النسخة الأولى من البطولة القارية.
حضور عالمي وميداليات تاريخية
بعيدًا عن الألقاب، بصمت المنتخبات المغربية على إنجازات عالمية غير مسبوقة، فقد كان المنتخب الأول أول منتخب أفريقي وعربي يبلغ نصف نهائي كأس العالم ، و بالتحديد مونديال قطر عام 2022، وهو إنجاز دوّى عالميًا وغيّر صورة كرة القدم الأفريقية.
وعلى مستوى الفئات العمرية، واصل منتخب تحت 23 سنة التألق بحصد برونزية أولمبياد باريس 2024 بعد الفوز بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث، فيما حصد منتخب تحت 20 سنة وصافة كأس أمم أفريقيا، وأكدت الكرة النسائية حضورها القوي ببلوغ المنتخب الأول نهائي البطولة القارية أمام نيجيريا وتحقيق الوصافة، إلى جانب تأهل منتخبي تحت 17 و 20 عامًا النسائيين إلى نهائيات بطولة كأس العالم.
أما على صعيد الألعاب الموازية، فقد واصل المغرب حضوره المميز بحصول منتخب الميني فوتبول على وصافة أفريقيا، فيما نال منتخب الكرة الشاطئية برونزية أمم أفريقيا عام 2024، ليثبت أن قوة كرة القدم المغربية تتجاوز المستطيل الأخضر التقليدي إلى جميع الأنماط والأنشطة الرياضية.
رؤية واستراتيجية واضحة
هذه النجاحات لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة مشروع متكامل يقوده الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم " الاتحاد المغربي لكرة القدم" برئاسة فوزي لقجع، يقوم على الاستثمار في البنية التحتية، وعلى رأسها مجمع محمد السادس الذي يعتبر من بين الأحدث عالميًا، إضافة إلى دعم برامج التكوين السني للرجال والسيدات، وتكثيف الاستضافة للبطولات القارية بما يتيح احتكاكًا متواصلًا للأجيال الناشئة.
المغرب.. قوة قارية شاملة
اليوم، ومع خمسة ألقاب قارية في ظرف وجيز، وميدالية أولمبية، وإنجاز مونديالي، وميداليات قارية في مختلف الألعاب، أثبت المغرب أنه بات قوة كروية شاملة في القارة السمراء، قوة تمتد من المنتخب الأول إلى الفئات السنية، ومن كرة القدم التقليدية إلى الصالات والشاطئية والميني فوتبول، بل وحتى الكرة النسائية التي تشهد طفرة لافتة.
بهذا المشهد، يتضح أن الكرة المغربية تعيش مرحلة ذهبية تُعد نموذجًا يحتذى به في أفريقيا، حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على جيل استثنائي أو صدفة عابرة، بل على مشروع استراتيجي متكامل يترجم رؤية بعيدة المدى إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع، ليكتب أسود الأطلس صفحة جديدة في كتاب التاريخ الكروي العالمي
