عاجل

قاصد محمود: مواجهة إيرانية إسرائيلية تضع المجتمع الدولي أمام اختبار صعب |فيديو

صراع الحوثيين وإسرائيل
صراع الحوثيين وإسرائيل

رحّب الفريق قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق، بطرح رؤية تحليلية شاملة حول التطورات المتسارعة في اليمن، مؤكداً أن هذه المستجدات لا يمكن فصلها عن السياق الإقليمي الأشمل الذي تتشابك فيه الملفات السياسية والعسكرية والأمنية.

وأوضح في تصريحاته لقناة "القاهرة الإخبارية" أن الصراع الحقيقي الذي يلوح في الأفق لم يعد مقتصراً على ساحة اليمن فقط، بل بات يتجه نحو مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، بينما يظل الحوثيون جزءاً من هذا المشهد ولكن دون أن يكونوا اللاعب الرئيسي فيه.

عمليات عسكرية متصاعدة

وأشار قاصد محمود إلى أن الضربة الأخيرة التي استهدفت حكومة الحوثيين، رغم قوتها العسكرية، ليست إلا حلقة ضمن سلسلة عمليات منظمة تهدف إلى ممارسة ضغط متواصل على طهران وإضعاف محاور نفوذها في المنطقة.

وأضاف "محمود" أن هذه العمليات تأتي في إطار استراتيجية إقليمية أوسع تسعى إلى تفكيك الأذرع الإيرانية المنتشرة في عدد من الساحات العربية، سواء في اليمن أو العراق أو سوريا ولبنان، مؤكداً أن إسرائيل تستغل اللحظة لتكثيف تحركاتها في هذا المسار.

إسرائيل وتصعيد مزدوج

وأوضح أن إسرائيل تراهن على إحداث حالة من الإرباك داخل جبهة الحوثيين، بالتوازي مع استمرار تصعيدها في قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذا النهج يعكس استراتيجية عسكرية وسياسية متكاملة تستهدف منع أي تهديدات متزامنة من جبهات مختلفة.

وشدد قاصد محمود على أن هذا التصعيد المزدوج يسعى إلى ضرب الاستقرار في أكثر من محور، بما يضمن لإسرائيل حرية أكبر في فرض معادلاتها الأمنية والعسكرية، خاصة في ظل الدعم الغربي المتزايد لتحركاتها.

البحر الأحمر بؤرة صراع جديدة

وفي تحليله للأبعاد الجيوسياسية، أكد الفريق قاصد محمود أن البحر الأحمر أصبح مرشحاً ليكون ساحة مواجهة عسكرية جديدة بين القوى الإقليمية، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لحماية مصالحه التجارية والاقتصادية في هذا الممر المائي الحيوي.

وأضاف أن أي اضطراب في الملاحة الدولية بالبحر الأحمر ستكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي، ما قد يدفع القوى الكبرى إلى التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر لحماية خطوط التجارة والنفط العالمية.

الرد الحوثي واحتمالاته

وعن السيناريوهات المتوقعة، أوضح قاصد محمود أن احتمالية الرد الحوثي على الضربة الإسرائيلية تظل قائمة، سواء عبر إطلاق الصواريخ الباليستية أو استخدام الطائرات المسيّرة والزوارق المتفجرة.

وشدد قاصد محمود في الوقت نفسه على أن القرار النهائي بخصوص حجم هذا الرد وطبيعته يبقى مرهوناً بالموقف الإيراني، باعتبار أن الحوثيين يتحركون في الغالب ضمن استراتيجية إقليمية تقودها طهران وتحدد مساراتها.

ضغوط دولية على إيران

وأشار الفريق قاصد محمود إلى أن إيران تواجه في الوقت الراهن ضغوطاً متصاعدة من الولايات المتحدة وأوروبا بشأن ملفاتها النووية والإقليمية، وهو ما قد يضعف قدرتها على إدارة صراعاتها بالوكالة بالوتيرة نفسها التي اعتادت عليها.

وأوضح قاصد محمود أن أي تصعيد غير محسوب من جانب إيران أو أحد أذرعها في المنطقة قد يجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، وهو ما قد تستغله إسرائيل لتبرير عمليات عسكرية أكثر شمولاً بدعم غربي واسع.

<strong>الفريق قاصد محمود</strong>
الفريق قاصد محمود

مستقبل المنطقة تحت التهديد

واختتم قاصد محمود تصريحاته بالتأكيد على أن المنطقة تسير نحو تصعيد متسارع قد يتبلور خلال أيام أو أسابيع، مشيراً إلى أن ما يجري في اليمن ليس سوى جزء من لوحة أكبر لصراع محتدم بين القوى الإقليمية والدولية.

وذكر قاصد محمود أن جميع المؤشرات الحالية توحي بأن الأوضاع قد تخرج عن نطاق السيطرة في أي لحظة، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات جسيمة للحيلولة دون انزلاق الشرق الأوسط إلى مواجهة شاملة تهدد الأمن والسلم العالميين.

تم نسخ الرابط