الأوبرا المصرية تحتفي بتراث محمد عبد الوهاب بحفل جديد من سلسلة «وهابيات»

تواصل دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام جهودها للحفاظ على التراث الموسيقي العربي الأصيل، حيث تنظم حفلًا جديدًا من سلسلة "وهابيات" التي تقدمها الفرقة القومية العربية للموسيقى، على مسرح معهد الموسيقى العربية بوسط القاهرة.
برنامج "وهابيات"
ويتضمن برنامج الحفل باقة مختارة من روائع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي ترك إرثًا موسيقيًا خالداً أسهم في تشكيل وجدان المستمع العربي، ورسّخ مكانته كأحد أهم رموز الموسيقى والغناء في القرن العشرين، ومن المقرر أن يقدم أعضاء الفرقة القومية العربية مجموعة من أجمل أعماله التي جمعت بين الطرب الأصيل والحداثة الفنية.
وتأتي سلسلة حفلات "وهابيات" في إطار دور الأوبرا الرائد الهادف إلى تنمية الذوق الفني لدى الجمهور، وتعريف الأجيال الجديدة بقيمة الرموز الموسيقية الكبرى في تاريخ الفن العربي، وعلى رأسهم محمد عبد الوهاب الذي ما زالت ألحانه وأغانيه حاضرة في الذاكرة حتى اليوم.
نبذة عن موسيقار الأجيال
وُلد محمد عبد الوهاب في حي باب الشعرية بالقاهرة، ونشأ في أسرة متدينة حيث كان والده الشيخ محمد أبو عيسى يعمل مؤذنًا وقارئًا في جامع سيدي الشعراني. التحق عبد الوهاب بالكُتاب لحفظ القرآن الكريم، ونجح في حفظ أجزاء كبيرة منه، إلا أن شغفه بالغناء والطرب دفعه للابتعاد عن الدراسة التقليدية والتفرغ للفن.
وفي بداياته الفنية، انضم عبد الوهاب إلى نادي الموسيقى الشرقية (المعروف اليوم بـ "معهد الموسيقى العربية")، بعد أن حصل على موافقة أسرته التي كانت متحفظة في البداية على دخوله المجال الفني.
وبدأ مشواره بالغناء في فرقة الأستاذ عبد الرحمن رشدي المحامي، ثم عمل لاحقًا مدرسًا للأناشيد بمدرسة الخازندار، بالتوازي مع دراسته في المعهد.
على مدار مشواره الطويل، قدم عبد الوهاب عددًا ضخمًا من الألحان لكبار مطربي عصره، من بينهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وليلى مراد وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة ووردة الجزائرية، إلى جانب الأغاني التي قدمها بصوته والتي شكلت علامات مضيئة في مسيرته الفنية. كما خاض تجربة التمثيل في السينما من خلال سبعة أفلام كان من أبرزها "الوردة البيضاء" و*"يحيا الحب"*.
وبهذا الحفل، تجدد الأوبرا المصرية التذكير بعظمة موسيقار الأجيال، مؤكدة أن إبداعه لا يزال حاضرًا في الوجدان العربي، وأن سلسلة "وهابيات" ما هي إلا جسر يربط بين جيل اليوم وتراث خالد سيبقى علامة مضيئة في تاريخ الموسيقى العربية.