عاجل

ما حكم الصلاة على النبي بغير الوارد .. وهل تعد من البدعة؟ الإفتاء توضح

الصلاة على النبي
الصلاة على النبي

أوضحت دار الإفتاء أن الأمر الإلهي بالصلاة على النبي ﷺ يحمل في جوهره معنى تعظيم مقامه الشريف، وإظهار مكانته الرفيعة، وبيان علو شأنه بين الخلق، وذلك بمدح صفاته الزكية، وأخلاقه العظيمة، وشمائله الكريمة، والتنويه بجمال خَلقه وكمال خُلقه، فهو سيد البشر وأفضلهم. وقد جاءت السنة لتؤكد هذا المعنى، فحثّت على الإكثار من الصلاة والسلام عليه، وأذنت للمسلمين في صياغة ما يرونه من عبارات وصيغ لائقة بجنابه الشريف، دون حصرٍ في ألفاظ بعينها، ما دامت تليق بمقامه العالي ومنزلته السامية ﷺ.

أما ما يثيره بعض المتشددين من وصف هذه الصيغ بالبدعة أو اتهام أصحابها بالشرك، فمردّه إلى ضيق فهمهم للغة، وقصور إدراكهم لبلاغتها واتساعها، وإساءة ظنهم بالمسلمين عبر العصور، وعدم وعيهم أن مقام النبي ﷺ لا يحيط به وصف ولا يبلغه عقل. ولو أنصفوا لعلموا أن الله تعالى هو الذي ألهم الأمة هذه الصيغ المباركة، ووفقها للتفنن في الثناء على حبيبه المصطفى، تعبيرًا عن محبته ومكانته عند ربه، وأن العقول مهما بلغت لن تدرك عظمة قدره إدراكًا كاملًا، إذ لا يعرف حقيقة منزلته إلا مَن رفع الله ذكره، وشرح صدره، وأيّده بنصره سبحانه وتعالى

الأمر بتعظيم النبي ﷺ

أمر الله تعالى عباده المؤمنين بإجلال مقام النبي الكريم ﷺ، وإظهار شرفه ورفعة منزلته، وتعظيم شأنه وسيادته على العالمين، وذلك بالمدح والثناء، وكثرة الصلاة والسلام عليه، وتمام الاتباع له والاقتداء به. وكل ذلك جاء مضمَّنًا في قوله تعالى:
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

معنى الصلاة على النبي ﷺ

الصلاة على النبي في أصلها تعني التعظيم والتبجيل، وهي أيضًا الدعاء والتمجيد والتبريك، كما نصّ على ذلك أهل اللغة. وقد أوضح العلماء هذا المعنى ببيانات متعددة:
• قال الإمام الغزالي إنّ الصلاة وضعت للدلالة على العناية بالمصلَّى عليه.
• وبيَّن الإمام البيضاوي أن معنى ﴿يُصَلُّونَ﴾ هو: إظهار شرف النبي ﷺ وتعظيم مقامه، ثم أمر الله المؤمنين أن يشاركوا في ذلك.
• وذكر الخفاجي أن الصلاة بمعنى الدعاء، وهي كناية عن الاعتناء بإظهار فضله وصلاح شأنه، أمّا السلام فمعناه: تسليمه مما يؤذيه.
• وأكد ابن القيم أن المراد بالصلاة: الثناء على الرسول ﷺ، وبيان شرفه وفضله، وتعظيم حرمته.
• وقال ابن الجزري: الصلاة في أصلها التعظيم، فإذا قلنا: “اللهم صل على محمد” فالمعنى: عظِّمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة برفع منزلته وتشفيعه في أمته.
• وبيّن البقاعي أن معنى الصلاة من الله وملائكته هو إظهار شرف النبي ﷺ، وما خصّه الله به من الكرامات، ثم أمر المؤمنين بالصلاة عليه إظهارًا لمحبتهم واتباعهم له، مؤكدًا ذلك بقوله تعالى: ﴿وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ أي أخلصوا في الثناء والمتابعة والطاعة.

وبذلك يظهر أن جوهر معنى الصلاة والسلام على النبي ﷺ هو تعظيم شأنه، وإظهار شرفه، والإكثار من الثناء عليه، قولًا واتباعًا وعملاً

تم نسخ الرابط