صلاح عبد العاطي يتهم إسرائيل بعرقلة المساعدات لغزة ويصفها بـ "إبادة جماعية"

وجّه الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، اتهامات مباشرة لإسرائيل بالمسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال يتعمد منع إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، رغم تكدّسها في المخازن المصرية والأردنية منذ أسابيع، مما يضاعف من معاناة السكان المدنيين المحاصرين.
وشدد صلاح عبد العاطي، وخلال مداخلته في برنامج "اليوم" المذاع على قناة دي إم سي، على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بإغلاق المعابر، بل يتعمّد إطالة أمد الأزمة الإنسانية، الأمر الذي يرقى إلى مستوى جريمة إبادة جماعية مستمرة للشهر الثالث والعشرين على التوالي.
إعلان المجاعة الدولية
وأوضح أن إعلان الأمم المتحدة لقطاع غزة كمنطقة مجاعة يجب أن يشكّل ناقوس خطر يدفع المجتمع الدولي للتحرك الفوري، فضًلا عن أن التدخل لا بد أن يكون عملياً وحاسماً، حتى لو تطلّب استخدام القوة، من أجل ضمان وصول المساعدات إلى المدنيين الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية غير مسبوقة.
كما أشار "عبد العاطي" إلى أن ما يدخل من مساعدات لا يتجاوز 15% فقط من الاحتياجات اليومية لسكان القطاع، وهو رقم يعكس حجم الفجوة الهائلة بين ما يحتاجه الفلسطينيون وبين ما تسمح به إسرائيل، ما يجعل الوضع الإنساني أكثر خطورة يوماً بعد يوم.
ادعاءات إسرائيل ضد مصر
وفي رده على المزاعم الإسرائيلية التي تتهم الجانب المصري بالتسبب في تأخير المساعدات عند معبر رفح، أكد صلاح عبد العاطي أن هذه التصريحات مجرد أكاذيب مفضوحة تهدف إلى تبرئة الاحتلال من جرائمه، مشددًا على أن مصر كانت وما زالت الشريان الرئيسي لدخول المساعدات إلى غزة منذ بداية العدوان، إذ أن إسرائيل هي التي أغلقت المعبر بشكل كامل بعد سيطرتها عليه من الجهة الفلسطينية.
ولفت إلى أن القاهرة بذلت جهوداً مضاعفة خلال الأشهر الماضية من أجل تسهيل دخول قوافل الإغاثة، وهو ما يعكس موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ورفضها تحميله المزيد من الأعباء الإنسانية.
سياسة تجويع ممنهجة
وكشف أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بمنع المساعدات، بل يتعمّد تفتيش الشاحنات المصرية، ويقوم بعرقلة دخولها أو تقليل أعدادها بشكل متعمد، مشيرًا إلى أن بعض القوافل الإغاثية تتعرض لعمليات سرقة ومصادرة، حيث تتحكم إسرائيل بشكل كامل في كمية ونوعية المساعدات التي تسمح بمرورها إلى غزة.
وأوضح أن هذه السياسة ليست عشوائية بل مخططة، وتهدف إلى ممارسة الضغط على المدنيين وإيصال رسالة واضحة بأن القطاع غير صالح للحياة. واعتبر أن هذه الاستراتيجية تأتي في إطار حرب شاملة تستهدف البنية الإنسانية والاجتماعية للفلسطينيين.
المجتمع الدولي أمام اختبار
واختتم صلاح عبد العاطي حديثه بالتأكيد على أن العالم اليوم يقف أمام اختبار حقيقي، فإما أن يتحرك لإنقاذ غزة عبر آليات قانونية وإنسانية ملزمة لإسرائيل، أو أن يظل صامتاً أمام جريمة العصر التي تُرتكب على مرأى ومسمع من الجميع، مبينًا أن استمرار الحصار ومنع المساعدات يعكس ازدواجية المعايير الدولية، ويضع مصداقية المؤسسات الأممية على المحك.

وشدد صلاح عبد العاطي على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم لسياسة التجويع والتركيع، مؤكداً أن الصمود والمقاومة هما الخيار الوحيد في مواجهة مخططات الاحتلال، حتى يتحقق التحرر ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة.