عاجل

حامد فارس: زيارة وفد الكونجرس الأمريكي تكشف عن حجم المأساة في غزة

 زيارة وفد الكونجرس
زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمعبر رفح البري

أشار الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمعبر رفح البري والمركز اللوجستي بمدينة العريش تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وتعكس إدراكًا متزايدًا داخل دوائر صنع القرار الأمريكية لحجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خاصة داخل قطاع غزة.

 الزيارة الثانية للوفد الأمريكي تمثل دلالة قاطعة على حجم الكارثة الإنسانية

وقال فارس، في تصريحات هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، إن هذه الزيارة الثانية للوفد الأمريكي تمثل دلالة قاطعة على حجم الكارثة الإنسانية، في ظل تكدس أكثر من 5000 شاحنة مساعدات على الجانب المصري، كان من المفترض أن تدخل القطاع، إلا أن إسرائيل منعت ذلك بشكل قاطع، وهو ما كشف للوفد الأمريكي أن الجانب الإسرائيلي هو من يغلق المعبر ويمنع تدفق المساعدات.

وأوضح أن الوفد الأمريكي شاهد بعينيه حجم المأساة، ما يجعل هذه الزيارة "كاشفة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مؤكداً أن إسرائيل تمارس سياسة تجويع ممنهجة بحق الفلسطينيين، وتحرمهم من أبسط حقوقهم في الغذاء والدواء، دون أي خيارات واضحة تتيح لهم الحياة بشكل طبيعي.

رفض وزارة الخارجية الأمريكية منح تأشيرات لمسؤولين فلسطينيين

ونوه فارس إلى أن رفض وزارة الخارجية الأمريكية منح تأشيرات لمسؤولين فلسطينيين، وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس، للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، يُعد بمثابة "اغتيال سياسي" للقضية الفلسطينية، ومحاولة واضحة لممارسة ضغوط على السلطة الفلسطينية في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية للاعتراف بدولة فلسطين.

وأكد أن هذا التصرف من الخارجية الأمريكية يعكس غياب الرغبة الحقيقية في إحلال السلام بالمنطقة، رغم أن الحل الأمثل يتمثل في تنفيذ حل الدولتين، وهو ما دعت إليه العديد من الدول الأوروبية، مضيفا أن القيادة الأمريكية تدرك أن إسرائيل لا تسعى لوقف الحرب أو السماح بدخول المساعدات، مما يضع واشنطن أمام مسؤولية أخلاقية وسياسية للضغط على تل أبيب.

حالة من عدم الاتزان في قرارات الإدارة الأمريكية

وفي سياق متصل، قال فارس إن الموقف الأمريكي تجاه المقترح المصري-القطري، الذي وافقت عليه الفصائل الفلسطينية ويتطابق بنسبة 98% مع المقترح الأمريكي السابق، يكشف حالة من عدم الاتزان في قرارات الإدارة الأمريكية، التي تراجعت عن دعم المقترح رغم أنه كان من بنات أفكارها.

وأوضح أن واشنطن تبحث الآن عن "صفقة شاملة" تضمن استعادة إسرائيل لجميع أسراها، مقابل تفاهمات حول وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن هذا التوجه يعكس انحيازًا واضحًا، في ظل عجز المجتمع الدولي عن مواجهة التحركات الإسرائيلية المتصاعدة في غزة والضفة الغربية.

واختتم فارس حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل تسعى لتنفيذ استراتيجية شاملة تهدف إلى تقويض حل الدولتين، وأن على الإدارة الأمريكية أن تتحرك بجدية إذا كانت ترغب فعلاً في إنهاء الحرب وتحقيق السلام في المنطقة.

تم نسخ الرابط