خالد الجندي يوضح سر حفظ القرآن الكريم وتميّزه عن الكتب السماوية السابقة|فيديو

يواصل الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلقاء الضوء على القضايا الإيمانية والروحانية التي تهم المسلمين، حيث أكد أن القرآن الكريم هو الوحي الإلهي الوحيد الذي تكفل الله عز وجل بحفظه وصيانته من التحريف، بخلاف الكتب السماوية السابقة التي أنزلها الله على أنبيائه.
وأوضح "الجندي"، خلال حديثه في حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر قناة dmc، أن جميع الكتب السماوية وحي من عند الله، لكن الله سبحانه وتعالى لم يتكفل بحفظ أي كتاب منها سوى القرآن الكريم، مستشهدًا بقوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وهو وعد إلهي صريح يضمن بقاء القرآن محفوظًا جيلاً بعد جيل.
القرآن الكريم وخصائصه
وأشار إلى أن القرآن الكريم تفرّد بخصائص عديدة جعلته في مكانة متميزة عن غيره من الكتب السماوية، حيث وردت له أسماء متعددة في الكتاب العزيز، مثل: الذكر، الكتاب، الفرقان، النور، الهدى، البيان، والتنزيل. وكل هذه الأسماء تؤكد مكانته العظمى باعتباره دستورًا إلهيًا خالدًا وهداية للبشرية.
وأضاف "الجندي" أن الفرق الجوهري بين القرآن والكتب السماوية السابقة يكمن في أن النصوص الأصلية لتلك الكتب محفوظة في السماء، غير أن النسخ التي وصلت إلى الناس على الأرض تعرضت للتحريف والتبديل على مر العصور، بينما تميّز القرآن بأنه محفوظ في نسختين: نسخة سماوية في "اللوح المحفوظ"، ونسخة أرضية بين أيدي المسلمين، وهما متطابقتان تمامًا دون أن يلحقهما أي تغيير أو عبث.
القرآن في الكتاب المكنون
واستشهد خالد الجندي بآيات من القرآن الكريم تؤكد عظمته وقدسيته، حيث قال تعالى: "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون". مبينًا أن هذه الآيات تشير إلى أن القرآن محفوظ في كتاب مكنون لا تصل إليه أيدي البشر، ولا يناله أي تحريف أو عبث.
وأوضح خالد الجندي أن المقصود بالمطهرون في هذه الآية هم ملائكة الرحمن الذين أوكل الله إليهم مهمة نقل الوحي من السماء إلى الأرض، وهم الذين طهرهم الله تطهيرًا كاملًا من فوق. بينما البشر يُطلق عليهم وصف "المتطهرون" عندما يرفعون حالات الحدث أو الجنابة بالوضوء أو الغسل، أي أن هناك فرقًا دقيقًا بين "المطهرون" و"المتطهرون".
الحفظ الإلهي ضمان
وأكد أن هذا الحفظ الإلهي الذي يميز القرآن الكريم عن سائر الكتب السماوية يجعله المصدر الوحيد الصافي والنقي للهداية حتى قيام الساعة، فهو ليس عرضة للتشويه أو التبديل، بل يبقى كما أنزل على قلب النبي محمد ﷺ.
وأشار إلى أن هذه الميزة الفريدة تعطي للمسلمين ثقة مطلقة بأن مرجعيتهم الدينية محفوظة بحفظ الله، ما يضمن استمرارية الهداية والنور للبشرية كافة، حيث يظل القرآن الكريم دليلًا ربانيًا يهدي القلوب ويضيء العقول في كل زمان ومكان.

القرآن نور وهداية للعالمين
واختتم خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني يتلى، بل هو نور إلهي متجدد ومعجزة خالدة تتحدى الزمان والمكان، موضحًا أن صيانته من التحريف دليل قاطع على أنه كتاب الله الحق، الذي سيبقى شاهدًا على صدق الرسالة الإسلامية، ومصدرًا للهداية والإيمان والتشريع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كما شدد خالد الجندي على أن فهم معاني القرآن وتدبر آياته والعمل بها هو السبيل الحقيقي للتمسك بالهداية الربانية، مشيرًا إلى أن الحفظ الإلهي للقرآن يمثل رحمة كبرى للمسلمين، إذ يضمن أن مرجعهم الديني يظل خالصًا نقيًا، لا يعتريه نقص ولا تبديل.