سهير جودة: موقف هايدي عفوي… والسوشيال ميديا ضخّمته بلا مبرر

أثارت الطفلة هايدي، المعروفة إعلاميًا بـ"طفلة كيس الشيبسي"، جدلاً واسعًا بعد انتشار مقطع فيديو لها وهي تتبرع بثمن كيس شيبسي لرجل محتاج ،ورغم بساطة الموقف وعفويته، تحوّل إلى تريند على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الكثيرين إلى مناقشته والتعليق عليه، بين من اعتبره مشهدًا مؤثرًا يجسد براءة الطفولة والرحمة، ومن رأى أنه مثال واضح على المبالغة في صناعة النجوم من لا شيء.
سهير جودة: موقف عفوي لا يستحق كل هذه الضجة
الإعلامية سهير جودة، خلال برنامجها "الستات" المذاع على شاشة النهار، أكدت أن الطفلة "جميلة وجدعة وتشبه المعدن الأصيل للشعب المصري". وأوضحت أن هايدي قررت أن تحرم نفسها من شيء تحبه، وهو كيس الشيبسي، كي تدعم رجلاً محتاجًا في لحظة تعكس قيم النبل والكرم.
لكن جودة شددت على أن السوشيال ميديا ضخمت الموقف بشكل مبالغ فيه، وقالت: "السلوك ده بيحصل يوميًا من الكبار والصغار بدافع الفطرة، لكن فجأة لقينا الدنيا مقلوبة السوشيال ميديا أشبه بعدسة مكبرة، تكبر المواقف لدرجة إنها تفقد معناها الحقيقي"، مؤكدة أن المشهد الطبيعي تحوّل إلى مادة مثيرة للتداول والتهويل.
مفيدة شيحة: "الأفورة" تسيء لمعنى الخير
من جانبها، رأت الإعلامية مفيدة شيحة أن ما حدث بعد انتشار الفيديو غير مبرر تمامًا. وقالت إن أعمال الخير والتبرعات تتم يوميًا سواء بشكل فردي أو من خلال مؤسسات المجتمع المدني والمستشفيات، لكن دون ضجيج ، وأضافت: "فيه أفورة غير طبيعية… بقينا نعلّم الأطفال يعملوا الخير عشان الشهرة مش عشان الخير نفسه، وده أخطر ما في الموضوع".
تساؤلات حول التكريم والاهتمام الإعلامي
شيحة، رغم احترامها الكبير للمجلس القومي للأمومة والطفولة، تساءلت عن سبب تكريم هايدي بشكل رسمي، مشيرة إلى أن الموقف طبيعي جدًا ويحدث كثيرًا دون أن يحظى بهذه الضجة. كما انتقدت الصحفيين الذين أجروا لقاءات مع الطفلة، مؤكدة: "أنتو كده دمرتوا البنت… دي طفلة صغيرة ولسه بريئة، مش لازم نحملها ما لا تحتمل".
دعوة للتفرقة بين الخير والشهرة
وفي ختام حديثهما، اتفقت الإعلاميتان على ضرورة التفرقة بين تنشئة الأطفال على فعل الخير بدافع الثواب والعطاء والإنسانية، وبين تحويل هذه الأفعال البسيطة إلى وسيلة للشهرة والبطولة الزائفة، وتساءلتا بوضوح: "هل كل هذا التضخيم نتاج فراغ حقيقي في المجتمع؟"، مشددتين على أن جوهر الرسالة يجب أن يظل متعلقًا بالقيم والأخلاق، لا بتصدّر التريندات.