عاجل

هل القبعة إكسسوار أم ضرورة؟ رحلة عبر تاريخ الموضة |صور

القبعة
القبعة

القبعة ليست مجرد إكسسوار يزين الرأس و كانت على مر العصور جزء من الهوية الاجتماعية والدينية والعملية فمنذ العصور الوسطى وحتى العصر الحديث، مثت القبعة رمز للتقاليد والحماية والأنوثة وحتى الاستقلالية .

وفي هذا التقرير نأخذك في رحلة عبر تاريخ القبعات لنكتشف كيف تحولت من ضرورة حياتية إلى قطعة أساسية في عالم الموضة في فرنسا:

 

 

القبعة في العصور الوسطى بين الدين والتقاليد

 

في العصور الوسطى لم تكن القبعة خيار جمالي، بل فرض اجتماعي وديني فقد أصدرت الكنيسة مرسوم يلزم النساء بتغطية رؤوسهن ما رسخ مكانة القبعة كعنصر ضروري من المظهر اليومي ورمز للوقار والالتزام.

 

القرن الثامن عشر قبعات الراعيات والكالاش

 

مع حلول القرن الثامن عشر ظهرت قبعات “الراعيات” ذات الحواف الواسعة التي لم تكن مجرد زينة بل ضرورة لحماية البشرة من أشعة الشمس خاصة وأن المظلات لم تكن شائعة آنذاك.

 

وفي سبعينيات القرن نفسه برزت قبعة “الكالاش” القابلة للطي، المصنوعة من شرائح الخشب أو عظم الحوت والمغطاة بالحرير كانت هذه القبعة ابتكار عملي لحماية تسريحات الشعر المستعار الضخمة من الرياح والأمطار مع إضافة لمسة أناقة.

 

مهنة صانعي القبعات ميلاد تصميم مستقل

 

شهد القرن الثامن عشر أيضا نشأة مهنة صانعي القبعات، حيث لم يعد صانع القبعة مجرد حرفي، بل أقرب إلى مصمم أزياء يبتكر تصاميم تناسب الملابس ويختار الأشرطة والزخارف بدقة ومن المثير أن كلمة “صانع القبعات” تعود أصولها إلى مدينة ميلانو الإيطالية، التي اشتهرت بالقش الفاخر المستخدم في صناعتها.

 

بعد الثورة الفرنسية بساطة التصميم وتأثير الهند

 

مع أواخر القرن الثامن عشر وبداية الثورة الفرنسية، تراجعت القبعات الفاخرة المصنوعة من الحرير والدانتيل، وحلت مكانها الأقمشة البسيطة مثل القطن كما دخلت العمائم المستوحاة من الثقافة الهندية إلى الموضة الإنجليزية، لتستمر كجزء من الأزياء حتى أوائل القرن التاسع عشر.

 

 

القرن التاسع عشر بين القش والورق المقوّى

 

خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر، أصبحت قبعات القش ضرورة يومية، لكن الحصار التجاري في عهد نابليون أدى إلى نقص الواردات من إيطاليا، ما دفع النساء لاستخدام بدائل رخيصة مثل الورق المقوّى أو قماش “الباكرام” المغطى بالحرير.

 

وبحلول ثلاثينيات القرن نفسه، ظهرت قبعات ذات حواف واسعة تخفي الوجه وتمنحه وقار، ثم تطور التصميم تدريجي في أربعينيات القرن ليكشف ملامح الوجه والشعر، بينما حافظت إضافات مثل “البافوليت” على تغطية الرقبة باعتبارها رمز للإغراء.

 

 

النصف الثاني من القرن التاسع عشر من الهيبة إلى الزينة

 

مع تطور الموضة تحولت القبعة من ضرورة عملية إلى قطعة زينة أنثوية وظهرت تصاميم مبتكرة مثل “قبعة سبون” و”فانشون”، قبل أن تعود الموضة إلى قبعات كبيرة جريئة مثل “القبعات ذات الطوابق الثلاثة”، التي عكست مكانة اجتماعية وهيبة واضحة.

 

 

أواخر القرن التاسع عشر لمسة رجولية في عالم النساء

 

مع انتشار الرياضة وظهور أنماط أزياء جديدة، دخلت القبعات الرجالية مثل “قبعة القوارب” و”التريلبي” إلى خزائن النساء، وأصبحت جزء من الموضة غير الرسمية هذه الخطوة لم تغير فقط في تصميم القبعات، بل جسدت تحولات في دور المرأة ومكانتها داخل المجتمع.

 

 

 

القبعة أكثر من إكسسوار

 

على مدار التاريخ، كانت القبعة رمز متغير، تجمع بين الوظيفة العملية والدلالة الاجتماعية والجمالية فبينما بدأت كضرورة دينية واجتماعية، تحولت لاحقا إلى عنصر من عناصر الأنوثة والذوق الشخصي، ولا تزال حتى اليوم إكسسوار أنيق يعكس شخصية مرتديه.

تم نسخ الرابط