عمرو أديب: أرض الزمالك قضية رأي عام والحكومة مطالبة بالحسم

أكد الإعلامي عمرو أديب، خلال تقديمه برنامجه "الحكاية"، أن أزمة أرض الزمالك لم تعد مجرد موضوع داخلي يخص النادي فقط، بل تحولت إلى قضية رأي عام شغلت الجماهير المصرية والإعلام على حد سواء ، وأوضح أن جماهير الزمالك ترى في هذه الأرض رمزًا للكيان وتاريخًا ممتدًا، ما يجعل أي محاولة للمساس بها أمراً يثير الحساسية والرفض.
وأضاف أديب خلال برنامجه" الحكاية “، عبر قناة ” إم بي سي مصر "، مساء اليوم الجمعة، أن ما زاد من اشتعال الأزمة هو تضارب المعلومات حول الجهة المسؤولة عن الأرض، وهل هي من حق نادي الزمالك للاستثمار والتطوير، أم أن هناك خططًا حكومية مختلفة بشأنها هذا التضارب دفع الإعلام والرأي العام إلى التساؤل عن خلفية الموضوع ومدى شفافيته.
دور وزير الإسكان في الأزمة وتوضيحاته للرأي العام
وتطرق أديب إلى تصريحات وزير الإسكان، الذي أكد أن الدولة تسعى للحفاظ على المصلحة العامة، مشيراً إلى أن أي قرار بشأن أراضي الأندية الكبيرة مثل الزمالك يخضع لدراسة دقيقة ومراجعة قانونية ،وأكد الوزير أن الهدف ليس التضييق على الكيانات الرياضية، بل البحث عن حلول متوازنة تحقق المنفعة العامة وتحافظ على حقوق الدولة والنادي في آن واحد.
وشدد أديب على أن حديث وزير الإسكان يضع النقاط فوق الحروف، لكنه في الوقت نفسه لم يُنهِ حالة القلق التي تسود بين جماهير الزمالك، خاصة أن تصريحات الوزارة بدت عامة ولم تدخل في تفاصيل تخصص الأرض بشكل مباشر.
موقف وزير الشباب والرياضة ومسؤوليته أمام الجماهير
وأشار عمرو أديب إلى أن وزير الشباب والرياضة بات في مرمى الانتقادات، حيث ينتظر جمهور الزمالك منه توضيحات أكثر صراحة وشفافية، خاصة وأن الوزارة هي الجهة المسؤولة عن الأندية الرياضية ،وأضاف أن الجمهور يريد موقفًا واضحًا يضمن حقوق الزمالك، ويؤكد أن النادي لن يفقد أهم ممتلكاته الاستراتيجية.
وأكد أديب أن الكرة الآن في ملعب وزير الشباب، فهو من يجب أن يتواصل مع جماهير الزمالك ويوضح لهم ما يجري خلف الكواليس، حتى لا يترك الساحة للشائعات والتأويلات التي تزيد من غضب الشارع الرياضي.
تدخل رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لحسم الموقف
وقال الإعلامي إن الجميع يترقب دور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في هذه الأزمة، حيث يعتبر المسؤول الأول عن رسم السياسات العامة، وأي قرار نهائي بشأن الأرض لن يتم دون موافقته المباشرة. وأشار إلى أن تدخل رئيس الوزراء يمكن أن يكون عامل الحسم، سواء بإصدار توجيهات واضحة تضمن حقوق الزمالك أو بتبني رؤية متوازنة تحقق مصالح الدولة والنادي في الوقت ذاته.
وأوضح أديب أن رئيس الوزراء يواجه معضلة دقيقة، إذ أن أي قرار قد يثير ردود فعل واسعة، لذلك فإن الحكمة تقتضي التوصل إلى صيغة توافقية تحافظ على حقوق النادي وتراعي خطط الدولة المستقبلية.
جماهير الزمالك بين الغضب والترقب
وفي حديثه عن الشارع الرياضي، أوضح أديب أن جماهير الزمالك تشعر بحالة من الغضب والقلق، معتبرة أن النادي يتعرض لمحاولات تهميش وإضعاف عبر المساس بأملاكه الحيوية. ولفت إلى أن هذه المشاعر ليست مجرد انفعال لحظي، بل تعكس تراكمات سابقة من الأزمات التي عاشها النادي خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف أن هذه الجماهير لن تكتفي بالتصريحات العامة، بل تريد ضمانات عملية وقرارات مكتوبة، وهو ما يضع الحكومة أمام تحدٍ كبير في إدارة الأزمة بحكمة وشفافية.
الإعلام ودوره في كشف الحقائق
وأشار عمرو أديب إلى أن الإعلام لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي في هذه الأزمة، فدوره الأساسي هو كشف الحقائق للرأي العام بعيدًا عن الشائعات ،وأكد أن تغطية الملف يجب أن تعتمد على الوثائق الرسمية والمصادر الموثوقة، حتى لا تتحول الأزمة إلى مادة للجدل غير البناء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن استمرار الغموض سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان، داعيًا المسؤولين إلى سرعة الخروج للرأي العام ببيان واضح وحاسم، يحدد مصير الأرض ويغلق باب الاجتهادات.
دعوة عمرو أديب للحكومة والنادي
وفي ختام حديثه، وجه الإعلامي رسالة مباشرة للحكومة ونادي الزمالك معًا، قائلاً إن المصلحة الوطنية تقتضي أن يكون هناك حوار شفاف وصريح، لأن الجماهير لن تقبل أي حلول مبهمة ، وأكد أن الزمالك ليس مجرد نادٍ رياضي، بل مؤسسة جماهيرية لها تاريخ عريق وجمهور ضخم، وبالتالي فإن أي أزمة تخصه ستظل قضية رأي عام بامتياز.
وطالب أديب بضرورة أن تتحرك الدولة بسرعة عبر وزيري الإسكان والشباب والرياضة، وبإشراف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف ويضمن استقرار النادي، حتى لا تتحول الأزمة إلى كرة ثلج تتدحرج وتؤثر على الرياضة المصرية ككل.