«عشم إبليس».. مشرف الرواق الأزهري يرد على حلم نتنياهو بـ«إسرائيل الكبرى»

في رد قوي يحمل دلالات سياسية ودينية، وصف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري بالأزهر الشريف، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول حلم "إسرائيل الكبرى" بأنها مجرد «عشم إبليس»، مؤكدًا أن هذه الأوهام لا يمكن أن تتحقق، وأن التاريخ يشهد بعكس ما يروج له نتنياهو.
نتنياهو وأسطورة "المسيح المنتظر"
وأوضح الدكتور فؤاد خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري في برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن نتنياهو يتحدث وكأنه المبعوث الإلهي أو المسيح المنتظر، ويروج لفكرة توسعة حدود إسرائيل من النيل إلى الفرات، لتشمل أراضٍ من مصر وسوريا والأردن ، وأشار إلى أن هذه التصريحات تحمل دلالات خطيرة، لكنها في النهاية مجرد أحلام سياسية مبنية على تفسيرات خاطئة للدين والتاريخ.
مصر.. أرض عصية ومحفوظة بقدر الله
وأكد المشرف على الرواق الأزهري أن مصر كانت وما زالت عصية على كل من حاول المساس بها، مشددًا على أن حدودها ومكانتها محفوظة بقدر من الله عز وجل ، وأضاف أن التاريخ مليء بأمثلة لقوى حاولت غزو مصر أو السيطرة عليها، لكنها جميعًا انهزمت وصارت عبرة للأجيال، وهو ما يعكس حقيقة ثابتة بأن مصر محمية إلهيًا وتاريخيًا.
النصوص الدينية تحسم الجدل
وأشار الدكتور فؤاد إلى أن النصوص الدينية، سواء في القرآن الكريم أو الكتاب المقدس، تؤكد أن لمصر مكانة خاصة وحماية ربانية لا يستطيع أحد اختراقها ، وأوضح أن من يحاول الادعاء بامتلاكها أو ضمها لأحلام توسعية، سيواجه نفس المصير الذي لاقاه المعتدون عبر التاريخ.
دروس من قصة بني إسرائيل
وفي معرض حديثه، استشهد المشرف العام على الرواق الأزهري بقصة بني إسرائيل في مصر، مشيرًا إلى أنهم حاولوا في مراحل مختلفة فرض سيطرتهم على الأرض، لكن محاولاتهم انتهت بالفشل وكان ذلك دليلًا على غضب الله عليهم ، وأضاف أن القرآن الكريم وصفهم بـ«الجبابرة» الذين لم يثبتوا أمام التحديات، وهو ما يمثل رسالة واضحة حول محدودية الطموحات التي تتجاوز الحدود الشرعية والتاريخية للأوطان.
رد أزهري حاسم على الأوهام
واختتم الدكتور فؤاد حديثه بالتأكيد على أن ما يروج له نتنياهو من أحلام "إسرائيل الكبرى" ليس إلا وهماً سياسياً ودينياً، وأن الشعب المصري والدولة المصرية سيظلان عصيين على أي تهديد أو محاولة للنيل من سيادتهم ،وأكد أن الأزهر الشريف يقف دائمًا في مواجهة هذه المزاعم، باعتباره مؤسسة دينية عريقة تدافع عن ثوابت الأمة وقضاياها الكبرى.