عاجل

شريف عبد الهادي: القسطرة أحدث ثورة في جراحات القلب الحديثة| فيديو

الدكتور شريف عبد
الدكتور شريف عبد الهادي

قال الدكتور شريف عبد الهادي، أستاذ جراحة القلب والصدر وعميد معهد القلب القومي الأسبق، إن جراحات القلب شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن القسطرة أصبحت جزءًا أساسيًا من العمليات القلبية الحديثة. 

جراحات القلب الحديثة

وأشار شريف عبد الهادي، خلال حواره مع الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، في برنامج "قلبك مع جمال شعبان"، إلى أن القسطرة تُعد تدخلًا محدودًا مقارنة بعمليات فتح عظمة الصدر التقليدية، حيث يمكن إجراء العملية عبر فتحة صغيرة ومن ثم إغلاقها مباشرة، ما يقلل من المضاعفات ويعجل بعودة المريض إلى الحياة الطبيعية.

وأوضح شريف عبد الهادي أن القسطرة تتم من خلال فتحة إبرة صغيرة يتم تركيب الأجهزة الطبية الخاصة بالقلب عبرها، مؤكداً أن العلم الطبي يتطور باستمرار، وأن هذه التطورات أسهمت في انخفاض نسب جراحات القلب المفتوح التقليدية، فضًلا عن  أن هذا التقدم الطبي ساعد على تقليل المخاطر على المرضى وتسريع الشفاء، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مجال طب القلب والصدر داخل مصر وخارجها.

الضغوط النفسية تؤثر 

وأشار شريف عبد الهادي إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في المشكلات القلبية بين مختلف الفئات العمرية، موضحًا أن السبب يعود بشكل رئيسي إلى الضغوط النفسية اليومية، قائًلا: "الطفل منذ مرحلة الحضانة يتعرض للضغط العصبي، ومع بلوغه المرحلة الثانوية تصبح الضغوط أكثر تعقيدًا، ما يزيد احتمالية تعرضه لمشكلات قلبية".

وأكد شريف عبد الهادي أن نمط الحياة الحديث، بما يشمله من توتر وضغط مستمر، يؤثر سلبًا على صحة القلب، مشددًا على ضرورة التعامل مع الضغوط بوعي واتخاذ أساليب للراحة النفسية والعاطفية لتقليل المخاطر على الصحة القلبية، لافتًا إلى أن الإرشادات الطبية الحديثة تركز على أهمية الوقاية المبكرة من الأمراض القلبية من خلال إدارة التوتر والتغلب على الضغوط النفسية اليومية.

عوامل غذائية وسلوكية 

وأوضح شريف عبد الهادي أن انتشار التدخين بين الشباب وكبار السن، بالإضافة إلى قلة ممارسة الرياضة واعتماد البعض على الوجبات غير الصحية، كلها عوامل رئيسية تؤدي إلى تفاقم المشكلات القلبية، لا سيما أن التوعية الصحية ضرورية، موضحًا أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

كما شدد شريف عبد الهادي على أن ممارسة الرياضة اليومية البسيطة، مثل المشي نصف ساعة يوميًا، والتقليل من التدخين والالتزام بنظام غذائي صحي، تساهم بشكل كبير في الوقاية من الأمراض القلبية، ومن ثم تعليم الأجيال الجديدة أساليب الحياة الصحية منذ الصغر يعد استثمارًا طويل الأجل في صحة المجتمع، مؤكداً أن التوعية الغذائية والنفسية يجب أن تكون جزءًا من البرامج المدرسية والأسرية.

التكنولوجيا الحديثة تقلل الحاجة 

وأشار شريف عبد الهادي إلى أن التكنولوجيا الطبية الحديثة أسهمت في تقليل الحاجة للجراحات التقليدية، حيث أصبح بالإمكان علاج كثير من أمراض القلب عبر القسطرة والتدخلات المحدودة، دون الحاجة إلى فتح عظمة الصدر بالكامل. وأوضح أن هذا التطور ساعد الأطباء على تقليل المضاعفات وتحسين نتائج العمليات، كما أسهم في رفع معدلات النجاة بين المرضى.

وأكد شريف عبد الهادي أن الفرق الطبية في مصر أصبحت تمتلك خبرات متقدمة في استخدام هذه التقنيات، مشيرًا إلى أن تدريب الكوادر الطبية المستمر على التكنولوجيا الحديثة يعد من أهم عوامل نجاح جراحات القلب في المؤسسات الطبية المصرية، بما يواكب أفضل المستويات العالمية.

التوعية والوقاية أساس 

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور شريف عبد الهادي على أن الوقاية والتوعية تبقى أهم عوامل حماية القلب، لا سيما بين الأطفال والشباب، مضيفًا أن تعليم المجتمع بأساليب التغذية الصحية، ممارسة الرياضة، وتقليل التدخين، بالإضافة إلى إدارة الضغوط النفسية، من شأنه أن يقلل من معدلات الإصابة بالأمراض القلبية بشكل كبير.

<strong>الدكتور جمال شعبان </strong>
الدكتور جمال شعبان 

كما دعا شريف عبد الهادي إلى دعم المبادرات الحكومية والخاصة لتشجيع المواطنين على اتباع أنماط حياة صحية، ومراجعة دور الأطباء والمتخصصين في نشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن أمراض القلب، معتبرًا أن الاستثمار في الوقاية أفضل بكثير من العلاج بعد تفاقم المشكلات الصحية.

تم نسخ الرابط