حسام الدين حسين: تصريحات المبعوث الأمريكي في بيروت إهانة للصحفيين العرب| فيديو

قال الإعلامي حسام الدين حسين، أثارت التصريحات النارية التي أدلى بها المبعوث الأمريكي توم باراك، خلال مؤتمر صحفي بالقصر الجمهوري في بيروت، موجة استياء عارمة على المستويين اللبناني والعربي، المبعوث وصف مشهد تجمع الصحفيين بالفوضوي وذهب أبعد من ذلك حين قال إنه تصرف "حيواني"، مهدداً بمغادرة المؤتمر إذا لم يتم الالتزام بالهدوء والانضباط.

وسلط حسام الدين حسين، خلال تقديمه برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، الضوء على خطورة هذه التصريحات، مؤكداً أنها ليست مجرد هفوة بروتوكولية، بل إهانة مباشرة للصحافة اللبنانية والعربية بأكملها. وأوضح أن ما قاله باراك يعكس ذهنية استعلائية لا تتفق مع أبسط قواعد الدبلوماسية.

الرئاسة اللبنانية ترد بقوة

وتابع حسام الدين حسين: "لم يمر الموقف مرور الكرام، إذ أصدرت رئاسة الجمهورية اللبنانية بياناً قصيراً عقب الواقعة، أعربت فيه عن أسفها العميق لما صدر عن المبعوث الأمريكي، مؤكدة احترامها الكامل لكرامة الصحفيين وتقديرها لدورهم الوطني والمهني، البيان شدد على أن منبر القصر الجمهوري لن يكون منصة لإهانة الإعلاميين أو الانتقاص من دورهم.

وأضاف حسام الدين حسين: "أما نقابة محرري الصحافة اللبنانية، فقد عبرت عن استنكارها الشديد للتصريحات ووصفتها بأنها "غير لائقة وخارجة عن أصول الدبلوماسية"، خاصة وأنها صادرة عن ممثل دولة كبرى، النقابة طالبت باعتذار علني وفوري، مهددة بمقاطعة زيارات واجتماعات المبعوث الأمريكي في لبنان إذا لم يتم تدارك الأمر سريعاً".

تضامن عربي مع الصحفيين

ووأصل حسام الدين حسين: "لم يقتصر الغضب على الساحة اللبنانية، بل امتد ليشمل العالم العربي بأسره. فقد أصدرت نقابة الصحفيين المصرية بياناً شديد اللهجة، أدانت فيه تصريحات باراك، معتبرة أنها تحمل قدراً كبيراً من "الجلافة والغرور" وتتنافى مع أبسط قواعد الاحترام المتبادل. البيان المصري أكد أن الصحافة العربية لن تقبل المساس بكرامة أعضائها تحت أي ظرف".

ونوه حسام الدين حسين إلى أنه عدد من النقابات والاتحادات الصحفية في دول عربية أخرى أعربت بدورها عن رفضها لما جرى، معتبرة أن مثل هذه التصريحات تعكس عقلية "المستعمر الأبيض" الذي لا يزال ينظر إلى شعوب المنطقة نظرة دونية، متجاهلاً أن الشرق الأوسط مهد الحضارات الإنسانية.

انتقادات حادة لعقلية الاستعلاء

واعتبر حسام الدين حسين أن تصريحات المبعوث الأمريكي تعكس عقلية استعلائية تشبه خطاب الانتداب والاستعمار الذي ساد المنطقة خلال القرنين الماضيين، موضحًا أن الإشارة إلى الصحفيين بأنهم يتصرفون "بشكل حيواني" لا تليق بدبلوماسي يمثل دولة كبرى، خصوصاً في وقت تعاني فيه المنطقة من أزمات معقدة تتطلب لغة تهدئة واحترام متبادل.

وأشار حسام الدين حسين إلى أن المشهد الذي حاول باراك وصفه بالفوضوي لا يختلف كثيراً عما يحدث في مؤسسات إعلامية كبرى حول العالم، بما فيها البيت الأبيض، حيث تسود أحياناً أجواء من التوتر خلال المؤتمرات الصحفية ومع ذلك، لم يجرؤ أي مسؤول أمريكي من قبل على إطلاق مثل هذه الأوصاف المهينة بحق الصحفيين.

جرائم إسرائيل في غزة

وفي سياق تحليله، قارن حسام الدين حسين بين تصريحات المبعوث الأمريكي وبين الجرائم الموثقة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. وسأل: "أين هو التحضر الذي يتحدثون عنه بينما نشاهد عمليات إبادة جماعية وتجويع حتى حد المجاعة بحق المدنيين الفلسطينيين؟"، مضيفًا أن مشهد قصف الصحفيين والأطقم الطبية في غزة يمثل "التصرف الحيواني الحقيقي" الذي يتجاهله الغرب ويتعامل معه بازدواجية واضحة.

وأكد حسام الدين حسين أن خطاب باراك يعكس محاولة لتبرير حالة من "الفوضى الخلاقة" التي لطالما روجت لها الولايات المتحدة في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه الفوضى لم تجلب سوى الخراب والدمار على الشعوب العربية.

دعوات لموقف عربي موحد

أمام هذه التطورات، تتصاعد الدعوات داخل الأوساط الإعلامية والسياسية العربية لتبني موقف موحد يرفض أي تجاوز بحق الصحافة العربية، فكرامة الصحفيين، كما تؤكد النقابات والبيانات الرسمية، ليست مجالاً للمساومة أو التجاهل.

كما يرى حسام الدين حسين أن على الحكومات العربية التحرك دبلوماسياً لإيصال رسالة واضحة مفادها أن مثل هذه التصريحات لن تمر دون محاسبة، وأن العلاقات الدولية تقوم على الاحترام المتبادل لا على خطاب الاستعلاء.

الحكومات العربية التحرك

وبين حسام الدين حسين أن الإدانات الرسمية والتحركات النقابية والتضامن العربي، يبدو أن هذه الواقعة قد تتحول إلى محطة فارقة في العلاقة بين الصحافة العربية والموفدين الدوليين، ورسالة قوية بأن كرامة الإعلاميين خط أحمر لا يقبل التهاون.